من خلال هذه الزاوية وعلى مدار ثماني سنوات كتبت أكثر من ثماني مقالات عن صناعة المعارض والمؤتمرات في المملكة، وفي أغلبها وضعت مقترحات وأمنيات أن تتحقق ليصبح لدينا صناعة جاذبة للمعارض والمؤتمرات. وقد سعدت كما سعد غيري من المهتمين بهذه الصناعة بقرار مجلس الوزراء الذي صدر الأسبوع الماضي بتحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات إلى برنامج وطني باسم البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، يهدف إلى تطوير وتنظيم قطاع المعارض والمؤتمرات التي تقام في المملكة بشكل كامل، ووضع الخطط اللازمة لتحقيق أهداف البرنامج تحت إشراف لجنة إشرافية برئاسة سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار. وهذا القرار سوف يعيد ترتيب هذه الصناعة بالشكل الأمثل ويجمع الجهود المبعثرة في السابق.
برزت أهمية صناعة المؤتمرات والمعارض والندوات المتخصصة في كافة المجالات والتخصصات في الآونة الأخيرة داخل المملكة مع منافسة شرسة من خارج المملكة. هذا التحول والنمو في هذه الصناعة الهامة أوجد فرصاً استثمارية ممتازة لرجال أعمال سعوديين من فئة الشباب للدخول والاستثمار في هذا المجال كما فتح فرصاً للشباب الباحث عن وظائف. الجميل في ذلك أن نشاهد شباباً من أبناء الوطن يدير وينظم مؤتمرات ومعارض كبيرة محلية وخارجية وهذا مكسب حقيقي للوطن ككل ولهذه الصناعة الحيوية الهامة.
كما برز اهتمام العديد من الجهات من القطاع العام والخاص في المشاركة في عقد مؤتمرات ومعارض خاصة تبين خططها وأنشطتها وخدماتها ومنتجاتها، كما حدث تغير كبير في فهم وإدراك صناع القرار في أهمية هذه الصناعة. وكمهتم في هذه الصناعة ومن خلال حضوري ومشاركتي للعديد من الفعاليات داخل وخارج الوطن وددت أن أذكر بعض الملاحظات آملا أن تجد صداها لدى القائمين على البرنامج الوطني للمؤتمرات والمعارض بعد إعادة تشكيله وإقراره من أجل أن تتكون لدينا صناعة حيوية هامة. يلاحظ وبشكل جلي أن هناك ضعفاً في التخطيط والترتيب لمثل تلك المؤتمرات والمعارض من حيث التوقيت فغالبا ما يتوافق توقيتها في نفس الفترة مما يحدث العديد من الإشكاليات والتي من أهمها إضاعة الفرصة للمهتمين من الحضور وإرباك لوسائل الإعلام المناط بها تغطية تلك الفعاليات وغيرها. والدور المهم الآن للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات إضافة إلى مهامه العديدة هو ترتيب توقيت عقد المؤتمرات والمعارض بشكل مناسب مأخوذ في الاعتبار الفعاليات والمناسبات الدولية كذلك. والملاحظة الثانية المهمة هي أن نسعى نحو إعادة هجرة الكثير من العارضين المحليين للمشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية بعد أن نزيح كافة العوائق التي دفعتهم للهجرة والمشاركة خارج الوطن. ومن المهم جدا أن يكون لدينا مركزا موحدا للمعارض والمؤتمرات يراعى فيه توفير كافة الخدمات والتسهيلات سواء للعارضين أو للزوار.
أختم بالقول إن أمامنا تحدياً كبيراً في تعزيز ونشر (ثقافة المعارض والمؤتمرات) لدى العارضين والمشاركين والزائرين، فللأسف الشديد العارضون يهتمون في الشكل الجمالي الخارجي للأجنحة ويغفلون الجانب المهم في المشاركة وهو توفير عارضين مؤهلين للقيام بتوصيل المعلومة الصحيحة والتعريف والترويج للمنشأة (بخدماتها ومنتجاتها) بالشكل السليم.
نتمنى التوفيق للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات.
smlhft2010@gmail.com **** sulmalik@hotmail.comsultan_almalik@ تويتر