حطّت طائرة سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مطار أنقرة لتعلن عن عمق العلاقة السعودية - التركية في ظل ما يحصل من أحداث في منطقة الشرق الأوسط، حيث كلا البلدين (المملكة العربية السعودية - تركيا) مجاورتان لتلك الدول.
في الثمانينات من القرن الماضي اشتعلت الحرب الإيرانية العراقية، والحرب في أفغانستان، فأدركت كل من الرياض وأنقرة بقوة تعزيز العلاقة بين البلدين وتم توقيع اتفاقية تعاون عسكري عام 1984م في الرياض، وأصبحت السعودية وتركيا أشبه بالطوق حول العراق وإيران، حتى غزت أمريكا العراق بأمر من بوش الصغير وزمرة المحافظين الجدد وسقطت بغداد بسقوط نظام صدام حسين فانقضت إيران على العراق حتى بالكاد يصبح مقاطعة تابعة لإيران، وبدا واضحاً الوجود الإيراني على مقربة من الدولتين (السعودية - تركيا).
تركيا بعد نجاحاتها الاقتصادية التي حققتها أدركت أن بوابتها السياسية نحو المنطقة العربية هي (الرياض) بحكم الثقل الاقتصادي والإسلامي والجيوسياسي. يقول داود أوغلو عراب الخارجية التركية ومهندس علاقاتها السياسية: إن «تركيا» تطور من علاقاتها مع الدول العربية، وفي هذا الصدد نحن نرى أن العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية تُعدُّ واحدة من أهم الخطوات في علاقاتنا مع العالم العربي، لأن السعودية هي أكبر وأعرق دولة سواء في العالم العربي أو منطقة الخليج أو شبه الجزيرة العربية.
الملف السوري بكامله على مكاتب الساسة السعوديين والتركيين بغطاء أمريكي وقد تم التفاهم حوله خلال زيارة سمو ولي العهد مع الرئيس التركي والتنسيق لانعقاد مؤتمر جنيف 2 خلال الأيام المقبلة. وبالتالي هذه الزيارة التاريخية سترسم نهج جديداً وخارطة سياسية في المنطقة العربية، ستأتي أكلها في الأيام القادمة.
والله الموفّق،،
turki.mouh@gmail.com
@turkialmouh