تحرص صحيفة الجزيرة على تقديم باقة متكاملة من الخدمات الصحفية تضاهي وتزيد عن أي صحيفة مرموقة، وقد اختارت الجزيرة منهج الكيف وليس الكم أي الجوده النوعية عوضا عن تعظيم حصتها السوقية من خلال حرص التواجد في مختلف نقاط البيع فاستطاعت بهذا المنهج أن تخترق المستويات الثقافية واحد تلو الآخر واستقرت اليوم مع المفضلات المقروءة لدى كراسي الأبحاث وما يعادلها من مستويات ثقافية.. المتابع لصحيفة الجزيرة يدرك أنها استطاعت أن تواكب الطفرة الحديثة التي استجدت في صناعة الفكرة فجعلت نفسها حاضنة للمفكرين من أصحاب القلم ومطبخا للأفكار تقدم لقرائها وجبات يومية من الآراء ووجهات النظر بعد دراستها وتمحيصها من قبل فريق متخصص يحافظ على مستوى الجودة التي رسمته الصحيفة لنفسها لا تحيد عنه، فساهم ذلك في جعلها أيضا تحتل المركز الأول في عدد النسخ المباعة في المنطقة الوسطى.. تمتلك صحيفة الجزيرة أرشيفا ثريا يحتوي على عدد لا يحصى من مختلف المواضيع اليومية التي تنشرها الصحيفة على مدار السنة ومن ثم يقوم بعض القراء تلقائيا بالتعليق على تلك المواضيع المتناسبة مع اهتمامهم الفكري، فتكون لدى الصحيفة أرشيف يحتوي على كنز من ردود القراء وتعليقاتهم، ومثل هذا الكنز المعلوماتي يمكن الاستفادة منه لتكوين علاقة نسبية بين مختلف المواضيع العلمية والدينية والثقافية والحضارية وغيرها من المواضيع التي تنشرها الصحيفة وبين محاور الفكر السائد في المجتمع . إن رسم صورة مقطعية لاهتمامات القراء المستمدة من تعليقاتهم على مواضيع الصحيفة سيمكن من تطوير تلك العلاقة إلى رسومات ومنحنيات وجداول مفهرسة وأبواب مصنفة تساعد أصحاب الاختصاص والباحثين عن المعرفة على رصد الاتجاهات الفكرية غير المجدية وتمكن من قياس دينامكية أو جمود الفكر خلال سنة أو سنوات ماضية، ومن ثم توظيف تلك المعطيات في تصميم مخطط التوعية والإرشاد المناسب ليستهدف ذلك النوع من الناس حبيس الأفكار العقيمة وتنويره ليعود وينطلق فكره يعمل بحرية في مشروع الازدهار الحضاري.. الهدف يكمن في تنمية التوازن الفكري السائد ومنع طغيان أفكار ثانوية أو منتهية الصلاحية على أخريات تفوقها في ألأهمية..

الخلاصة

لتحديد الاهتمام الفكري السائد لدى عموم الناس في المجتمع يتطلب استفتاء ميداني لعينات مختارة من شرائح الناس، ولكن لدينا أرشيف صحيفة الجزيرة يحتوي على قاعدة بيانات بالغة الدقة يمكن بواسطته تحديد المواضيع التي تحظى باهتمام زائد من القراء متمثلا في عدد التعليقات التي تتلقاها الصحيفة عن ذلك الموضوع ؛ فعندما يزيد عدد التعليقات عن المعدل الطبيعي بشأن موضوع ما إنما هو مؤشر على المساحة التي يحتلها ذلك الموضوع في فكر القراء وأن جل اهتمامهم الفكري منصب على هذا النوع من المواضيع..