|
يُعتبر فريق الموظفين أول جيل مارس الرياضة بالمنطقة الوسطى، وذلك في عقد الستينيات الهجرية من القرن الفائت, وضم عدداً من موظفي الدولة، منهم حمزة جعلي, محمد عبدالله الصايغ، عبدالرحمن بن سعيد، يوسف عابد وعبدالله أخضر، وغيرهم من الموظفين الذين كانوا يزاولون كرة القدم عصر كل يوم (جمعة) في أرض تم تجهيزها وتخطيطها لتكون ملعباً خاصاً للموظفين، تقع بجانب محطة الكهرباء بحي الملز.
وكان فريق الموظفين يضم عدداً فائضاً من اللاعبين الذين لم يجدوا فرصة للعب.. وجاءت حادثة الانقسام التاريخي الأولى! فكانت فرصة للشيخ عبد الرحمن بن سعيد، الذي كان يفكر في الاستقلالية بفريق جديد, وللعدد الفائض من اللاعبين الذين لم يجدوا لهم مكاناً للعب.. باعتبار أن عددهم كان يتجاوز الـ30 لاعباً!!
فضل الشيخ عبدالرحمن بن سعيد تأسيس ناد جديد، يحتضن هذه الأسماء التي لم تجد فرصتها في فريق الموظفين, فانضم معه كل من عبدالله بن أحمد وصالح ظفران ومحمد أحمد صائغ وعبدالحميد مشخص ومحمد إبراهيم مكي، وتمكن - رحمه الله - من تأسيس نادٍ جديد بعد الانقسام الأول، سمي بـ(فريق شباب الرياض البلدي) - (الشباب حالياً) - عام 1367هـ، وأخذ التنافس تتسع دائرته بين فريقي الموظفين والشباب حتى تجاوز حدوده..!! فصدر قرار بمنع مزاولة الرياضة أشهراً عدة فتشتت لاعبو الموظفين، وانضم بعضهم لفريق (ابن سعيد). بعد السماح بعودة الرياضة بقي «شيخ الأندية» وحيداً في الساحة الرياضية.. حتى تأسيس فريق أهلي الرياض (الرياض حالياً) عام 1373هـ، ثم النصر والهلال.. فاتسعت دائرة المنافسة بالمنطقة الوسطى.
بعد تأسيس الشباب عام 1367هـ دعمه مؤسسه العصامي أبو مساعد بصورة مباشرة، ونجح في توفير المستلزمات المطلوبة كافة للفريق، من أحذية وملابس ومبالغ للصرف لمسح أرض الملعب وتخطيطه ورشه بالماء في كل تمرين, وتزعمه عشرة أعوام، قدم فيها كل ألوان الدعم والتضحية والمساندة حتى علا شأن (النادي العاصمي) بعد أن سلم راية الزعامة لساعده الأيمن (عبدالله بن أحمد) - رحمه الله - عام 1377هـ، واتجه لتأسيس فريقه الأولمبي (الهلال حالياً) رغبة منه في توسيع دائرة البناء الرياضي وإنشاء أندية رياضية أخرى ودعمها.
ظفران اختار الشعار
اختيار شعار (الشباب) بعد تأسيسه عام 1367هـ المكون من الأخضر والأبيض كان يقف خلفه (صالح ظفران) - رحمه الله - ففي الاجتماع الذي عُقد برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله - في كراج السيارات، الذي كان مسؤولاً عنه محمد إبراهيم مكي، تم الاتفاق على اقتراح (ظفران)، واستمر الشباب يلعب بهذا الشعار حتى عام 1388هـ، وبعد دمجه مع نجمة الرياض اختار الشعار المكون من (الأزرق والبرتقالي)، واستمر بهذا الشعار حتى عام 94-1395هــ, قبل أن يتحول لشعاره الحالي (الأسود والأبيض).
شباب الرياض البلدي!!
بعد قيام وتأسيس (شيخ الأندية) في الستينيات الهجرية, وانحصار اختيار الاسم بين أربعة أسماء هي (شباب الرياض- الأهلي -الاتحاد- الوحدة).. حرص المؤسس أبو مساعد على اختيار اسم جديد، فوقع الاختيار على (شباب الرياض البلدي)، وشكل أول مجلس إدارة، ورشح معه كلاً من عبدالله بن أحمد نائب الرئيس، وعضوية عبدالحميد مشخص وصالح ظفران ومحمد إبراهيم مكي ومحمد أحمد صائغ. ولا شك أن (ابن سعيد) بسماته القيادية وإدارته الحكيمة استطاع أن يقنع رجالات المجتمع النجدي بجدوى قيام الأندية الرياضية، وتصدى للعادات الاجتماعية والمعوقات الثقافية والحواجز الفكرية، ونجح في قيام ونشر الرياضة بالمنطقة الوسطى بعد أن صرف أمواله، وأنفق ثروته، وضحى بجهده وصحته من أجل شباب ورياضة وطنه.