رائع أن يصل عدد خريجي برنامج الابتعاث لهذا العام من طلابنا وطالباتنا في الولايات المتحدة أكثر من سبعة آلاف وثلاثمائة خريج وخريجة! وهذه هي الدفعة السادسة، وستتبعها دفعات أخرى في الأعوام القادمة إن شاء الله، كما أن هذا العدد الكبير يقتصر على خريجي أمريكا إذ إن هناك طلابا وطالبات يدرسون في دول أخرى ويتخرجون منها.
ما يدخل السعادة في نفوسنا هو أن هؤلاء المتخرجين والمتخرجات درسوا ما تحتاجه البلاد بالضبط، فالتخصصات التي حددتها وزارة التعليم العالي في برنامج الابتعاث هي التخصصات التي يطلبها سوق العمل، وبالتالي فنحن نتوقع أن يكون جميع المتخرجين والمتخرجات إضافة صافية إلى قوة العمل التي ستقتحم سوق العمل بجسارة وثقة وهي تحمل مؤهلاتها الجامعية والعليا من جامعات أمريكية معترفٍ بها وستسهم في تلبية الطلب على الكوادر الوطنية.
وإذا كانت الحجة التي يتم ترديدها في بعض أوساط رجال الأعمال هي أن مُخْرجات المؤسسات التعليمية غير ملائمة لمتطلبات سوق العمل فإن المتخرجين والمتخرجات من خلال برنامج الابتعاث الحكومي قد درسوا التخصصات التي يحتاجها سوق العمل بالضبط، وبالتالي لن يكون من المقبول ترديد تلك الحجة. كما أن الحجة الأخرى التي يتم ترديدها أحياناً في أوساط رجال الأعمال لتبرير عدم توظيف السعوديين وهي عدم إجادة اللغة الإنجليزية لن تكون مقبولة، فهؤلاء الطلاب والطالبات درسوا باللغة الإنجليزية.
معروف في أوساط التوظيف أن إحدى الطرق التي تتم بها «زحلقة» من لا يُراد توظيفه دونما حجة حقيقية وتجاوزه إلى غيره ممن قد يكونون أقل منه ملائمة للوظيفة هي القول إن تأهيله أعلى مما تتطلبه الوظيفة أو حسب المصطلح الدارج overqualified. ولذلك فإنه من غير المستبعد أن تكون الحجة الجديدة التي قد يلجأ إليها من يكرهون توظيف السعوديين هي القول أن تأهيلهم أعلى من متطلبات الوظيفة!
أقول ذلك وأنا أعلم أن الكثيرين من خريجي جامعاتنا السعودية، رغم التفاوت في مستويات هذه الجامعات من جامعة لأخرى، لا يقلون تأهيلاً وتميزاً وأن ما يواجهونه أحياناً في سوق العمل من صعوبات ليس له علاقة بتأهيلهم ولا بمدى ملائمة تخصصاتهم لمتطلبات سوق العمل بقدر ما هو انعكاس لمزاحمة العمالة الوافدة الأقل أجراً.
برنامج الابتعاث هو أحد أبرز المكاسب التنموية في السنوات الأخيرة، ولا يكتمل إلا بتعميق الاستفادة من الخريجين والخريجات وذلك بوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب داخل منظومة الاقتصاد الوطني.
alhumaidak@gmail.com
ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض