|
الجزيرة - هبة اليوسف:
د.سلطان الحمزي شاب ثلاثيني اختار العمل الخاص مبكرا، وتدرج في حياته المهنية حتى أضحى واحدا من أهم مستشاري مركز لندن للاستراتيجيات ومقره المملكة المتحدة، بطبيعة عمل تتطلب منه السفر والتنقل بين الدول لتقديم التدريب والاستشارات، حتى وصلت سفراته خلال العامين الأخيرين إلى أكثر من 40 وجهة ، تجاوزت ساعات السفر خلالها (4320) أي ما يعادل (180) يوما.
تقاليد خاصة في السفر
المحدد الرئيسي للسفر في هذه الحالة هو الاحتياج للخدمات التدريبية، حيث يعتقد سلطان أن معدل ساعات العمل خلال سفراته تلك يزيد على الـ (1000) ساعة، بيد أنه يحدثنا عن استغلال تلك السفرات في السياحة بين أرجاء الدول التي يزورها، والتعرف على العادات والتقاليد.
وقد تنوعت وجهات سفره المحلية حيث يشير إلى أنه قد جال أغلب أرجاء المملكة براً، وحين استفسرنا عن سبب ذلك قال :(لدي حب وشغف لمعرفة طبيعة المملكة سواء من جانب الجغرافيا والتضاريس أو التاريخ، أو حتى معرفة مدى تطور مدن المملكة ومحافظاتها، إضافة للتعرف على القرى والهجر التي لا تكاد تجد لها ذكر، وذلك لا يتأتى إلا عبر السفر بالسيارة) وعن مدى تناقض ذلك مع كون أكثر سفراته للعمل، أوضح (لا يوجد تناقض، فإذا كان السفر للعمل فإن الخيار الوحيد هو الطائرة حتى لا يتأثر العمل).
ويؤكد سلطان أن من أهم تقاليده في السفر للسياحة هو أن يكون وحيدا، مبررا (الوحدة تمنحني الحرية في تصميم جدول التنقلات واختيار المواقع التي سأزورها أو حتى نوع الأكل ومن سألتقي من المفكرين أو النخب في ذلك البلد)، وفي هذا السياق يتابع متذكرا «في عام 2002 م» قررت السفر إلى دولة سوريا للتعرف إلى مدنها وتاريخها وواقعها عن كثب، وكانت عدد الأيام محدودة بـ (12) يوما فقط، لذا بحثت عن سائق لديه خبرة الدليل السياحي ، ويمتلك سيارة مجهزة بسرير للنوم، وانطلقنا في رحلة استمرت (9) أيام دون توقف جلنا خلالها كل أرجاء سوريا الجميلة سهولها وجبالها وصحراءها، عدا المناطق المتاخمة للحدود العراقية كدير الزور، وكنا نتوقف في المدن المفعمة بالتاريخ كتدمر وحمص وحماه، وبقيت يومين في دمشق التي لا تنقضي آثارها وعجائبها «ويتابع «هناك وجهات كثيرة عربية تستحق الزيارة وأهمها الجزائر ومصر والأردن والخليج واليمن ولبنان، ووجهات شرق أوسطية مثل تركيا، ووجهات أوروبية وأفريقية».
وحول ما يبحث عنه سلطان في الدولة التي يذهب إليها أشار إلى اهتمامه بمعرفة طبيعة الناس وتقاليدهم وعاداتهم في المأكل والملبس والمناسبات التي تمثل عادات سنوية ، إضافة لأسلوب البناء والتسوق واللغة والفن ، فضلا عن الجغرافيا والتاريخ والالتقاء بمن يمكن الالتقاء بهم من النخبة.
مفاجآت غير متوقعة
وهنا يلفت سلطان إلى أن السفر للعمل أو للسياحة لا يخلو من مصاعب ومفاجآت، ويروي (مرة نزلت في مطار إحدى المدن وتفاجأت بعدم وجود وسائل نقل لا خاصة ولا عامة، كما لم أجد شركات لتأجير السيارات ، فاضطررت للاتصال بصديق كي يهب لنجدتي) ويضيف (أيضاً من المصاعب أن أختار الفندق عبر التسوق الالكتروني وحين أنزل فيه أكتشف أن الصورة ليست هي الواقع، أحيانا لدرجة أنه لايمكن السكن فيه.
التاكسي ..نصف مشوار بضعف القيمة
«أما عن المواقف الطريفة فحدث ولا حرج» يقولها ضاحكا، ويواصل الحديث « ولعل أغلب تلك المواقف تكون في منطقتنا العربية، فعلى سبيل المثال تركب مع التاكسي وتتفاجأ بعد النزول أنه أخذ منك مبلغا ضعف المبلغ المستحق بمراحل، كما تكتشف أن المكان الذي نقلك اليه هو في الحقيقة لا يبعد عن مسكنك الا مئات الأمتار لكن التاكسي أطال المشوار ليكسب أكثر «ويضيف « هناك ايضاً من يطلب الحساب بعملة البلد الذي تنزل فيه وعدم ضبط الفرق في هذه المسألة يجعل من السائح لقمة سائغة لبعض ضعيفي النفوس».
الهدف يحدد اتجاه البوصلة
وعن طريقته في التعامل مع وجهات السفر يلفت سلطان إلى أن اختياره للوجهة مرتبط بالهدف من السفر، ويتابع «السفر للاسترخاء يتطلب اختيار وجهات يغلب عليها الاخضرار - الغابات والأشجار الطبيعية - وأيضا الشواطىء الخلاقة كجزر المالديف مثلا، والسفر للتسوق يفرض علي اختيار الوجهة التي توفر سوقا متنوعة كالصين، والسفر للتعرف على التاريخ يتطلب اختيار وجهة مليئة بالآثار، وأحيانا يستطيع المسافر أن يجمع كل ذلك في وجهة واحدة».
وبخصوص طريقة اختيار الوجهة، يوضح «بعد تحديد الهدف من السفر أعمد إلى قراءة كثيفة عبر الانترنت للبحث عن الدولة التي سأقصدها والتأكد عبر المعلومات المتاحة و الصور و الفيديو من أنها هي الوجهة التي أريد، ومن ثم يلزم التأكد من توافر الخدمات المناسبة على مستوى السكن والأكل والتنقل، وإذا قررت السفر إليها أبدأ بالاتصال عبر الانترنت بالشركة السياحية التي يمكن أن تقدم لي كل الخدمات وتكون مسئوله عن جودتها، إضافة للبرنامج السياحي المقترح».