الرياض - هيثم السيد:

للناس آراؤهم أيضاً، بل وحتى ارتياحهم الذاتي الذي لا يمكن التأثير عليه أو مساءلته تجاه شيء ما أو آخر، وأغلب الظن أن حالة الجدية البالغة التي يتعامل معها الناس مع رحلات السفر يمكنها أن تستمتع أو تشاهد لإعلان يتحدث عن قدرات تقنية عالية في الهواتف الذكية الحديثة، لا سيما فيما يتعلق بتطبيقات السفر والسياحة، ولكن حين تأتي ساعة «الجد» فإن المسافر سيستخدم حاسوبه الشخصي «وربما المكتبي زيادة في الاطمئنان» ليجري عمليات الحجز والمراسلة والدفع الإلكتروني.

هذا المسافر يحترم كثيرا إبداع الجوالات الجديدة، ومستعد أن يستمتع بكثير منها كالألعاب وتنظيم الجدول اليومي والتقاط الصور، لكنه على الأرجح لا يعتبر ذكاء هاتفه كافياً ليعهد إليه بإجراء الخطوات العملية لرحلة سياحية لا مجال فيها حتى لمجرد خطأ متخيل.

بينما تحاول معرفة السبب ستحيلك الاحتمالات غالباً إلى جوانب نفسية تعترف بالكثير للتقنية ولكن جزءا معينا منها ما زال لا يثق بهذه التقنية في أموره الأكثر أهمية.

وبينما لا تتوقف التقنية عن ابتكار المزيد من الخدمات المتعلقة بتسهيل الحياة المعاصرة فإن ثمة من يرى أن التحول الكلي لاستخدام هذه الخدمات المستحدثة قد لا يكون بالسرعة المتوقعة، يعلق على هذا الجانب عبدالله المفرح وهو رب أسرة، يمتلك جوالا ذكياً ولكنه غير مستعد للاعتماد عليه كلياً لتنسيق رحلة الصيف: «كلها وسائل متاحة، حين نختار طريقة على أخرى فنحن فقط نفعل ما نراه الأقدر على تلبية ما نريد. بالنسبة إلي فقد تعودت على الحجز الهاتفي ومراجعة مكتب الطيران حتى الحصول على التذاكر، هذه الطريقة آمنة أكثر من غيرها في نظري».

أحمد عبدالفتاح وهو معلم للمرحلة المتوسطة لا يختلف كثيراً فهو يرى أن تقنية الهواتف الذكية وعلى رغم براعتها لم تحظ بعد بكامل الثقة من المستخدمين، مضيفاً أنه يملك جوالاً حديثاً وجهازاً لوحياً ورغم ذلك يعتمد على الورق فقط لتدوين الأفكار المهمة.

يضيف: «ما يحدث مع حجوزات السفر عبر الهاتف الذكي يحدث أيضاً مع أمور أخرى، كالدخول إلى الحساب البنكي مثلاً. هناك الكثيرون لا يثقون بإجراء عملية كهذه مهما كانت نسبة التطمينات ولأن المسافر والسائح غير مستعد غالباً لمواجهة مشكلات في اللحظة الأخيرة فهو يحرص على استخدام الطرق التقليدية في الحجز وتسجيل البيانات والتعامل المالي مع إجراءات ومتطلبات السفر».

على الجانب الآخر، يعلق نادر إسماعيل وهو مطور لتطبيقات الهواتف الذكية مبدياً تفهمه لتخوف البعض من إجراء عمليات الحجز عبر الهاتف، ويرجع هذا إلى الثقافة العامة وكذلك إلى ما يتردد بشكل واسع حول اختراقات إلكترونية لبعض التطبيقات وهو الأمر الذي يجعل المستخدم يؤثر جانب السلامة، غير أنه يشير في حديثه لـ «الجزيرة» إلى أن هذا لا يلغي وجود تقنيات آمنة وفاعلة تم تجربتها بنجاح على نطاق واسع وهي مرتبطة بقواعد بيانات رسمية تقرها وتتبناها كبرى شركات الطيران والمؤسسات المالية العالمية ووكالات السفر والسياحة، وهي جميعها تسهم في تسهيل مهمة السائح واختصار وقته وجهده.

يشار إلى دراسة حديثة أجرتها واحدة من أكبر مراكز استطلاعات الرأي الأمريكية كشفت بأنه على الرغم من أن 93% من المسافرين يقومون بالبحث عن خطوط الطيران المناسبة والبحث عن أسعارها من خلال هواتفهم المحمولة، إلا أنهم يخشون استكمال الحجز بواسطتها، حيث يقوم 35% منهم فقط بحجز رحلاتهم عن طريق هواتفهم، بينما النسبة الأكبر والتي تبلغ 65% منهم تقوم بالحجز عن طريق اللابتوب أو الكمبيوتر العادي، وتؤكد الدراسة أن هناك عدة عوائق تجعل المسافرين يمتنعون عن الحجز عن طريق الموبايل. وتستطرد الدراسة في استطلاعها قائلة: يعترف 80% من المسافرين بأنهم يشعرون بالقلق حينما يريدون حجز رحلة ما عن طريق الموبايل، فلا تخضع هذه العملية من وجهة نظرهم إلى نسبة الأمان الكافية، في حين يرى 55% منهم أن إدخال كافة بياناتهم عبر الموبايل لدى حجزهم هي مخاطرة كبيرة لا يفضلونها، لذا يتجهون إلى استخدام الكمبيوتر.

ومع انتشار الوسائل الحديثة في السنوات الأخيرة مثل التابليت وغيره، فإن الدراسة نفسها تقول إن استخدام تلك الأجهزة الحديثة حصل على نسبة كبيرة جداً بين المسافرين، حيث يستخدم 63% من المسافرين التابليت في البحث عن الخطوط المناسبة.