لم تشتعل أجواء الهلال من قبل مثلما نراها تشتعل الآن، بل لم يمر على هذا الزعيم اضطراباً بين جنبات بيته يهزه مثلما هو حاصلٌ حالياً. فالجمهور يغلي ويلقي اللائمة على كل الأطراف: مدرب، لاعبون، ضعف لياقي، اختفاء الروح، زوال الهيبة، وحتى أن بعضهم اتهم نفسه بقلة الحضور والمساندة، وغيرها الكثير.
فالهلاليون (وإن كان سقف طموحهم خيالياً) فإنهم لا يرضون بسهولة، ولا يقتنعون ببطولة قد يتغنى بها غيرهم لسنين طوال، وأكثر ما يهمهم ويحرصون عليه هي تلك المكانة والهيبة التي نشأوا عليها واعتادوا عليها بحيث أصبحت صفة لهم قبل أن تصبح صفة وميزة لفريقهم.
تعمدت ألا أذكر الإدارة فيما سبق لأن كل ما ذكر من أسباب ما هو إلا نتاج لعمل إداري، فاختيار المدرب إداري واختيار اللاعبين إداري والتعامل مع الجمهور إداري. ولكي نكمل حديثنا يجب علينا العودة لتعريف الإدارة وسأسرد بعض التفاسير لها كمبدأ، مثل:
• الإدارة هي تحديد ما يجب أن يقوم به العاملون من أجل تحقيق الأهداف المحددة ثم التأكد من أنهم يقومون بذلك بأفضل الطرق وأقل التكاليف.
• الإدارة هي تحديد الأهداف المطلوب إنجازها وتخطيط وتنظيم وقيادة وتوجيه ورقابة جهود المرؤوسين من أجل تحقيق هذه الأهداف بأقصى كفاءة.
• الإدارة هي إنجاز الأشياء والوصول إلى الأهداف من خلال الآخرين.
• الإدارة هي تحديد الأهداف المطلوب تنفيذها وتخطيط وتنظيم وتوجيه وقيادة وتنسيق وتنمية جهود ومهارات العاملين من أجل تنفيذ هذا الهدف.
تفسيرات عديدة وتعاريف مختلفة للإدارة لم يذكر في أي منها أن المدير أو الإدارة تقوم بتفاصيل العمل فعلياً، جميعها اتفقت على أن الإدارة مسؤولة عن اختيار من يقوم بالعمل وليس القيام به.
ففي إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد تشابكت الأدوار ووضعت الاختيارات في أيدي من هم ليسوا بذوي خبرة أو تاريخ في المجال. فمن المستحيل أن يكون الرئيس خبيراً فنياً وخبيراً مالياً وخبير تعاقدات وخبيراً تسويقياً وإعلامياً في ذات الوقت. فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
في المشهد الهلالي تبرز الكثير من المواهب في المجالات التي تم ذكرها، ولكنها مبعدة عن العمل الفعلي، فلا يكفي اتصال عابر لاستشارة عابرة، ولا يكفي تناقل وجهة نظر أحدهم دون توليه المسؤولية فعلياً ليزداد بالتالي حرصه على تحري الرأي السديد وليكون أيضاً مسؤولاً مباشراً عن مقترحاته وفكره.
لا ينكر ما قامت به إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد من جهد ومال إلا جاحد أو حاقد، ولكن السؤال هل كان كل هذا الجهد كافياً لتحقيق المنجز أو بلوغ الأهداف؟
بكل بساطة، كانت هذه الإدارة تملك أدوات النجاح في بدايتها والآن فقدتها ولم يتبق أمامها سوى حل من اثنين، فإما استقطاب أدوات النجاح لتكمل مسيرتها وتعوض جماهيرها عما مضى أو أن تتنحى عن المشهد تاركة كل هذا العبء الكبير لمن يجد في نفسه القدرة و يملك الأدوات لبلوغ الأهداف المنشودة.
فالمضي على نفس النهج مع ترقب لتغير النتائج هو جهد ضائع وسير في طريق مسدود.
بقايا..
- بابتعاد النائب لا يُشاهدَ سوى الرئيس و مدير المركز الإعلامي، فهل يمكن تلخيص كيان عظيم في شخصين فقط؟
- أخطر ما يمكن القيام به هو العمل بعد أن تسيء لمن تعمل على إسعادهم، فتصبح بين ناري الدفاع أو إثبات وجهة نظرك وكل هذا سيكون بلا شك على حساب العمل! يا حسافة.
- الهلال يحتاج لهزة فعلية على جميع الأصعدة، ليس للحصول على شيء يحلم به، بل لمجرد العودة لمكانته الطبيعية التي هي كفيلة بتحقيق كل ما يصبو إليه عشاقه.
- للمرة السادسة على التوالي، بطولة الأبطال سيحصل عليها فريق غير بطل (خلال الموسم). ألم نقل لكم إنها بطولة جبر الخواطر؟!
- صمت رهيب ورضا تام يلف أجواء الوسط الرياضي بعد إعلان أسماء العاملين في اللجان. عين الرضا...
- عودة الذئب في هذه الأجواء خطيرة جداً، فما بين وأدُ حلمٍ يسر الأعادي أو انتشال لماردٍ أعياه التخبط ليرضي الأحباب.
خاتمة
ليس هناك أسرار للنجاح، هي نتيجة التحضير والعمل الجاد والتعلم من الأخطاء.
(كولن بويل)
Twitter: @guss911