المدينة المنورة - علي الأحمدي:
صدرت موافقة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن -حفظه الله- على تنظيم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ندوةً علميَّة بعنوان: «مبادرة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، خلال المدة من 25-26 رجب الحالي الموافق 4-5 يونيو، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، والجامعة الإسلامية الإندونيسية.
أكَّد ذلك معالي مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا ، مبينًا أن الندوة تأتي تأكيدًا للجهود الخيِّرة لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن في ترسيخ مبدأ الحوار من خلال مبادرته التاريخيَّة -حفظه الله- بالدعوة للحوار بين أصحاب الديانات السماوية والثّقافات الإِنسانيَّة، وهي الدعوة التي أعلنها من فوق منبر الجمعية العامَّة للأمم المتحدة، وما تلا تلك المبادرة من رعايته -أيَّده الله- المتكررة لمؤتمرات الحوار ومنها المؤتمرات الثلاثة للحوار في كلِّ من مكَّة المُكرَّمة وفيينا وجنيف، التي توّجت بافتتاح مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثّقافات بالعاصمة النمساوية فيينا، وكذلك دعوته -حفظه الله- إلى إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية خلال القمَّة الاستثنائية لقادة الدول الإسلامية بمكَّة المُكرَّمة أواخر شهر رمضان الماضي.
وأضاف الدكتور العقلا أن الجميع يشهد بما يعيشه العالم، وما عاشه طوال قرون ماضية، من حروب ونزاعات وصراعات دينية، وإساءات لرموز الديانات السماوية وأنبيائها وكُتبها، وما ذاك إلا لغياب النَّظرة الهادئة، والتَّعامل الحكيم، الذي يضع في مبادئه أن ثمة قواسم مشتركة، تلتقي عندها كافة الأطراف المختلفة، وأرضيات صُلبة، تنطلق منها المجتمعات الدينيَّة المتنازعة.
وبيَّن معاليه أن هذه الندوة تهدف إلى تفعيل مبادرة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، إضافة إلى إبراز دور المملكة ودولة إندونيسيا في نشر ثقافة السَّلام وإيقاظ المشاعر نحو المسئولية الإِنسانيَّة من خلال الحوار الحضاري، والدَّعوة إلى إعادة هيكلة العلاقات الإِنسانيَّة على أسس العدالة والتسامح والتَّعايش السلمي بين الجميع، والوقوف على إشكاليات الحوار الحضاري بين العالم الإسلامي والآخر وآفاقه المستقبلية، وبلورة القواسم المشتركة بين الإسلام والديانات الأخرى، مع استشراف عوامل وإمكانات إعادة بناء الثِّقة بين العالم الإسلامي والآخر.
وحول محاور الندوة قال معاليه: إنّها تتناول محورين أساسيين يبحث الأول منهما في المبادرات السعوديَّة للحوار: رؤية متعمقة وآفاق واسعة، فيما يتناول المحور الثاني موضوع الإسلام والآخر: ضرورات الحوار وآفاقه المستقبلية.
وأبان العقلا أن المحور الأول يناقش عدَّة قضايا منها: الخطاب التاريخي لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن في الجمعية العامَّة للأمم المتحدة وتأصيل العلاقة بين البشر في منظورها الإسلامي، وجولات الحوار بين الأديان والحضارات التي قادتها المملكة خلال الخمسة عقود الماضية: الأهداف، والنتائج، والمبادرات السعوديَّة للحوار والنقلة النوعية للعلاقات الإِنسانيَّة من صدام الحضارات إلى حوار الحضارات، وكذلك المبادرات السعوديَّة للحوار وإعادة تشكيل صورة العرب والمسلمين في ذاكرة العقل العالمي، إضافة إلى الأبعاد الإستراتيجيَّة لمبادرة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن للحوار بين أتباع الأديان.
أما المحور الثاني فيناقش: الإسلام والآخر وصلاتهم الحضارية المتبادلة، وإشكاليات الحوار الحضاري بين العالم الإسلامي والآخرين، وعوامل ومعوقات إعادة بناء الثِّقة بين العالم الإسلامي والآخر، وأسس العلاقات المثلى بين الحضارة الإسلامية والحضارات الأخرى، والحوار مع الشرق: حوار أفراد أم حوار مؤسسات دينية.
وأشار العقلا إلى أن الندوة هي الثانية التي تنظمها الجامعة خلال عام بعد ندوة مماثلة عقدتها الجامعة بالعاصمة الماليزية (كوالالمبور) بالتعاون مع الجامعة الإسلامية العالميَّة بماليزيا شارك فيها نخبة من الباحثين والمسؤولين من كلا البلدين.