بداية يحسن الإشادة بمرور الرياض الذي سجل خلال شهر جماد الثانية القبض على137 مفحطاً، وضبط مجموعة من السيارات المسروقة بالقوة من أصحابها، وقبض على سارقيها ممن تسببوا بحوادث مرورية أدت إلى إصابات ووفيات، حيث إن ذلك يعد إنجازا أمنيا يستحق الثناء حتى ولو كان من صميم عملهم، لاسيما أنهم قاموا - بشجاعة غير مسبوقة - بإيداع المخالفين لأنظمة المرور في التوقيف لاستكمال إجراءات إصدار الأحكام عليهم ومن ثم تطبيق العقاب الحازم تجاههم.
ما حز في النفس هو إيقاف واحد وعشرين حدثاً من دار الملاحظة الاجتماعية؛ وهو ما يشير لسقوط ذريع لإدارتها والقائمين على تربية أولئك الأبناء الذين يتواجدون في الدار دون أسرهم. أما ما أسعد النفس فهو إيقاف 196 من المتجمهرين وحجز 274 سيارة تخصهم والمفحطين، وتوقيف سيارات جرى فيها مخالفات مثل تعديل المركبة أو تغيير اللون بلا إذن أو تركيب لوحات غير عائدة للمركبة.
تأتي هذه الأنباء المفرحة متزامنة مع امتحانات نهاية العام الدراسي والتي تشهد عادة ظاهرة التفحيط الشرسة التي قد تؤدي لقتل العابث والمتجمهرين وغيرهم من عابري الطريق، حتى أصبحنا في الرياض ننام أو نصحو على حادث أو مأساة ! وكثيرا ما كتبت حول ذلك وشاركني بعض الكتاب لدرجة وصلت فيها مناشدة المرور تكثيف مراقبة الطرق والشوارع الرئيسية التي يمارس فيها التفحيط، وعدم التهاون مطلقا مع تلك الفئة التي تتسبب في خلق الذعر في النفوس وتهدد سلامة الناس ولا تعير احتراما لمن يشتركون معها في الطريق، وتتمرد على النظام المروري والإنساني، ولا تقدر نعمة الصحة والغنى والفراغ الذي أدى بالبعض للكفر بهذه النعم وتخريب الممتلكات العامة والخاصة.
ولابد من أن يسري العقاب على أولياء أمور الشباب والمراهقين القاصرين لأنهم سلموا السيارات لأبنائهم دون متابعة أو مراقبة لتصرفاتهم، وبالغوا في تدليلهم على حساب المصلحة العامة ومنحوا الثقة لمن لا يستحقها.
إن كبح ظاهرة التفحيط ووأدها مسؤولية مشتركة بين المرور والشرطة من جهة وبين الأسرة والمجتمع من جهة أخرى، وإن لم تتم معالجتها بالحزم والقوة فإنها في سبيلها للانتشار ولاستشراء. ولابد من تعاون قطاعات التعليم والتدريب كالمدارس والمعاهد والجامعات بعلاجها بالشراكة مع وسائل الإعلام المختلفة من خلال عرض مشاهد مرئية مؤثرة توضح نتائج التفحيط لتأصيل العظة وأخذ العبرة حتى لا يكونوا ضحايا له.
نسأل الله أن يوفق بناتنا وأبناءنا الطلاب في أداء امتحاناتهم وهم يرفلون بالأمن والدعة والهدوء وراحة البال.
rogaia143@hotmail.com
Twitter @rogaia_hwoiriny