قال تعالى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (61 سورة النحل). وقبل أيام فارق هذه الدنيا الفانية خالي سعد بن سليمان الشنيفي أسأل الله جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . وأشكر كل من تكرم بالعزاء من أصحاب السمو الأمراء والفضيلة والمعالي والسعادة والإخوة والأصدقاء والزملاء الإعلاميين والشعراء، ولا أستغرب كل هذه الإنسانية العالية والنبل من أبناء وطن واحد تربطهم المحبة في الله، واللحمة الوطنية المشرفة، ولأن لنخبة الرجال مواقفهم الكبيرة المشرفة مع الجميع، فإن جزءاً من انعكاس هذه المواقف هو امتداد لمجدهم، وأخلاقهم الرفيعة العالية، وأدبهم الجم، ورقي تعاطيهم مع الآخر -الذي هو ديدنهم- فإنني أشير بكل اعتزاز لمواقف سيدي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك -أطال الله عمره وأدام عزه- وأنقل هنا نص كلمة كنت قد قلتها للأمير د. سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد بعد وفاة والدي سعود بن عبدالعزيز المتعب -رحمه الله- ثم أعدتها بعد وفاة خالي سعد بن سليمان الشنيفي، وهي أن مواقف الرجال الكبيرة لا بد من توثيقها (لتاريخ الرجال عبر الأجيال) ويعلم الله الذي لا إله إلا هو أنني أدين لمواقف سيدي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز على كل الصعد الذي طوق بها عنقي في السراء والضراء، ولعل آخرها ما قلته لمقام سموه الكريم قبل أيام؛ حيث تداعت الكلمات وألجمتني الدمعة وهو يقف الموقف الكبير نفسه معي في (وفاة خالي رحمه الله بعد أكثر من ستة عشر عاماً من وفاة والدي رحمه الله) وأتشرف بأن جدي سليمان الشنيفي رحمه الله هو أحد (خاصّة) جد الأمير فهد بن سلطان لوالدته سيدي الأمير عبدالعزيز بن مساعد -رحمه الله- وأحد من شارك تحت رايته في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - في مراحل توحيد الوطن الغالي، ثم كان في معيّة سموه في حائل ثم منصوباً له في - لينه - كما أتشرف بأن والدي رحمه الله كان قد عمل تحت إدارة سيدي الأمير فهد بن سلطان كمحافظ لأملج، ثم ضباء، ثم تيماء، ثم مستشاراً خاصاً لسموه قبل أن يتوفاه الله. وامتدت مواقف سموه العملية والخاصة حيث عمل تحت إدارته شقيقي خالد وشقيقي راكان في منطقة تبوك.
وقفة.. من قصيدة في الأمير فهد بن سلطان:
سيدي تفنى الأوادم ولا يفنى الجميل
دايمٍ والطيب دينٍ على خيار الرجال
في عروقك دم سلطان وأمجاده تسيل
جاذبك من عِزْ نوّه على روس الجبال
باتعٍ مثل أشقرٍ بالهدد فعله جليل
جامعٍ هيبه وعطفٍ ولله الكمال
بين (أبو تركي)(1) فخر مملكتنا بكل جيل
سيرته بحروف نورٍ عريضاتٍ طوال
وبين (أبو عبدالله)(2) مشقِّي المهر الأصيل
يشهد (المصمك ونجد العذيَّه والشمال)
(1) (أبو تركي): الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن
(2) (أبو عبدالله): الأمير عبدالعزيز بن مساعد
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com