|
قصة وفاء مشهورة بين ابن سويط شيخ الظفير وبين ابن منديل من بني خالد بعدما تفرقوا، جاوروا ابن سويط كالمعتاد مع القبائل على حشمة وتقدير وظهر عبدالله ابن منديل بشهرة كبيرة في الغزوات - وعندما رأوا أفعاله وكثرة ما يغنم من الأعداء اتبعه من العرب كثرة لقصد الطمع، وفي هذه الغزوة معهم ولد الشيخ ابن سويط وفي المعتاد أن رئيس الغزو إذا مشو من العرب ساعة ينوخ العقيد اللي يرأسهم والعموم ينوخون معه علامة الرضى به وبنفوذه عليهم، والرضى بما يأخذ من الغنائم، قال للولد أنا جار عندكم وهذه جماعتك ما يصح لي أتراسهم وأنت معهم أما نوخ للقوم واللي يرضاك ينوخ معك وأنا وربعي نفوت وإلا أنا أنوخ لربعي وأنت وربعك تعدوا كل يضرب شانه، وأنا أحب القلة لأجل ما حصلنا يكون لنا بدون خشير، فقال أنا بنوخ وفعلاً تعدي وتركوا أميرهم وتبعوه فلحق به وقال كلنا تبعك الجميع ندور المصلحة ولا فيها شيء، وعندما غنموا غنيمة طيبة وأخذ عليهم المعتاد ابل وكان - في نفس بن سويط عليه حسب إنه هو الأمير والاسم والغنيمة كانت له وهو جار له وعندما وصلوا العرب وزادت سمعته الماضية بكثير سيَّر على أبو الولد شيخ الجميع وابتدأ يقص عليهم ما صار من أخبارهم فالولد بيته مقابل لمجلس أبيه اطلق عليه البندق من بيته وحين حس بها ما أدرك إلا قوله:
- جاركم على ناركم - فقام أهل المذبوح وهدموا بيوتهم للرحيل وتركوه في محله لأنهم ليس لهم قدرة في القضاء وأرادوا النزوح والمجلس واخوان الأمير والحاضرون اصيبوا في هذا الحادث بذهول، فقال والده ويش فيها لأخوانه فقال اخوه حمود الرأي لله ثم لك وقال ما يغسل هذا العار إلا قتل القاتل من يقتله منكم - قال أمرني وأنا أكفيك فأمره فقام إلى الولد فدعاه من دون أن يبين له غضباً فقال: تعال عاوننا على الرجل حتى ندفنه، وكان في مخباته مسدس فظهر الولد من البيت فلما اقترب منه رماه وأرداه قتيلاً فأرسلوا على جيرانهم أن يرجعوا عقب ما مشوا ويرون رأي العين ويدفنون ابنهم ونحن ندفن إبننا فكانت القصة لها صدى كبير بأنها في ساعتها وكانوا يضربون بها المثل وقيل فيها أشعار كثيرة.
- سعود بن بدر المقاطي
من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية: منديل الفهيد