تتوالى نجاحات الحرس الوطني المؤسسة العملاقة العسكرية الحضارية التي تظلل كافة منسوبيها وجميع قطاعاتها بهذه الإنجازات والعطاءات والإنشاءات، وتزهو هاماتهم، وتشرئب أعناقهم التي جعلت من هذا الصرح العسكري منارة تقتدي في ثنائية السيف والقلم - القوة والفكر، لتعطي الأنموذج في التدريب والإعداد والتزود بالعلم والمعرفة لتحقيق تلك الآمال والطموحات التي أرسى دعائمها وأنا طريقها ذلك القائد الملهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- يحفظه الله - حيث كانت رؤاه الثاقبة وأفكاره السديدة تدفع بهذه المؤسسة العسكرية الحضارية إلى التقدم والرقي في كافة الميادين ومختلف المجالات.
ولذا فإن المناسبات الخيرة تتوالى على هذه المؤسسة العزيزة، وكم تفرح وتسعد وأنت تحظى بحضور مناسبات الحرس الوطني المتعددة، والتي يوجهها ويشرف عليها ويرعى مسيرتها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، ولقد كان لمشهد حفل افتتاح جامعة الملك سعود الطبية بالحرس الوطني مؤخراً أثره الواضح في النفس والقلب، ورسالة إلى أبناء هذه المؤسسة العزيزة والمواطنين الكرام بأن العلم والمعرفة هما أساسان للإعداد والاستعداد والقوة، وإنها تأخذ بك إلى تلك القيم الأصيلة ووشائج القربى والرحم التي تجلب حينما تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ببعد نظره وبحفظه للود وإقرار بالمعروف لكريم سجاياه وسماحة أخلاقه وعاطفته الجياشة، بأن أمر أن يكون مسمى تلك الجامعة باسم جلالة الملك سعود عرفاناً بما قدمه -رحمه الله- لدينه وشعبه ووطنه من منجزات كبيرة تحفظها وتصونها الأجيال، ويحولها رجل الوفاء عبد الله بن عبد العزيز إلى شواهد على أرض الواقع عبر مبادراته المتوالية في هذا المجال وهو ما أشار إليه سمو الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز في مستهل كلمته بالحفل كرسالة نبل ووفاء، ثم جسّد سموه الوقفة الثانية وهو يقدم على نفسه إخوانه وأبناء عمومته من أسرة آل سعود الكريمة الأكبر منه سناً، ويستقبلهم ويودعهم بنفسه. ثم كانت الوقفة الأخيرة التي فاجأ المنظمين والحضور عندما أهدى أخاه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز المجسم التذكاري الذي كان من المفترض أن يهدى لراعي الحفل.
لقد كان مشهداً مثيراً أعاد لي ذكريات قديمة.. فقد كنت يافعاً وأنا أرى الملك سعود - رحمه الله - وهو يحنو على إخوانه وشعبه فلكم يا صاحب السمو السبق والفضل وصنائع المعروف تبقى، ولا يستغرب الشيء من معدنه، فأنتم الفارس الذي تخرج من مدرسة القائد الملهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -.
حفظ الله بلادنا الغالية وقيادتنا الحكيمة وأدام علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.