تعاطفت شبكة CNN الأمريكية يوم أمس (الأحد)، مع مشاعر الطلاب السعوديين الذين يخوضون (معارك الاختبارات) هذه الأيام، ونقلت جزءاً من معاناتهم، وتعليقاتهم الساخرة بأجواء الامتحانات المدرسية!
البعض يعتقد أننا شعب جامد، لا نبتسم إطلاقاً، طبعاً (العَيَّارة) معروفة في المجتمع السعودي منذ القِدم، وإن أخفقنا في التعبير عن الدعابة وخفة الدم والظل في حقبة زمنية ماضية، ولم ننجح في خلق صورة باسمة عنَّا لدى الآخرين، كشعب يتداول النكته الساخرة والمضحكة، ويسقطها على حياته اليومية مثل بقية الشعوب الانسانية!
الجيل الحالي من السعوديين أصبح أكثر جرأة في (خلق النكتة) التي تعبر عن خياله الخصب، وقدرته في حياكتها لانتقاد ما لم يتمكّن السابقون من انتقاده في ظروف الحياة المعيشة، مما يعني رفع هامش الحرية في تداول النكتة عن ذي قبل، ولعل الفضل يعود لوجود وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تعطي (مُصدِر) النكتة القدرة على الملاحظة والتعبير، وتوظيف الموقف لصالحه لتمرير ملاحظته، أو انتقاده بشكل مقبول ومضحك، ومؤلم في نفس الوقت، من خلال النكتة اللاسعة أو اللاذعة!
البعض يقول إن النكتة السعودية لها (خصوصية)!
أرجو أن لا نكون مجتمعاً غرق في (الخصوصية) من شعر شوشته، حتى أخمص قدميه، نعلّق على شماعة الخصوصية كل شيء في حياتنا، حتى (ضحكنا) وفكاهتنا يجب أن يكون لها (طعم خاص)؟!
النكتة يجب أن تأتي بشكل عفوي، للتنفيس عن الضغوط أو التعبير عن الآمال، أو إضافة طابع المرح والفكاهة على الحياة اليومية، لا يجب أن يكون هناك مغزى من إطلاقها، نريدها أن تضحكنا جميعاً، لا أن تفرّق بيننا وتكون مصدر تهويل وتخويف!
سأختار (نكتتين) بثتهما CNN يوم أمس نقلاً عن الطلاب السعوديين، وقد تعبّران عن حال آخرين غيرهم:
الأولى تقول على لسان مدرس: (تخنقني العبرة إذا سمعت طالباً يقول لي: أستاذ عادي أكمل الإجابة خلف الصفحة، وأنا إجابتي سطرين)!
بينما الثانية تقول: (عزيزي الطالب عزيزتي الطالبة: إذا خلصت من الاختبارات لا تقعد ترسم وتلعب بشعار وزارة التربية والتعليم تراه بـ (41 مليون ريال)!
أتمنى أن يعلم العالم أننا مثل بقية الشعوب، نبتسم ونضحك، وننفّس عن ضغوطنا اليومية بالنكتة الساخرة والمعبِّرة!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com