|
الجزيرة - عبدالله أباالجيش:
نظم مركز دراسات الإسلام والمجتمع بجامعة لايدن بالتعاون مع دارة الملك عبد العزيز مؤتمر أوروبا والحجِّ في عصر الإمبراطوريات (الحجّ قبل فترة تدفق المهاجرين المسلمين إلى الغرب) وذلك بالمتحف الشعبي في مدينة لايدن (الهولندية) وبمشاركة كوكبة من المهتمين بتاريخ الحجِّ والعمرة وهم كل من: معالي الدكتور فهد بن عبد الله السماري- أمين عام دارة الملك عبد العزيز وسعادة الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحميضي الملحق الثقافي بجمهورية ألمانيا الاتحادية الدكتور عمر رياض - الأستاذ المساعد بمعهد الدِّراسات الدينيَّة بجامعة لايدن، والمشرف على تنظيم المؤتمر والأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح الرقيبة - مدير مشروع (موسوعة الحجِّ والحرمَيْن الشريفّيْن) والأستاذ الدكتور Maurits Berger، أستاذ العلوم الإسلامية بجامعة لايدن والأستاذ الدكتور إرشاد إسلام، من الجامعة الإسلامية العالميَّة في ماليزيا ولفيف آخر من الأكاديميين والمُثقَّفين، وتَضمَّن المؤتمر عددًا من حلقات النقاش وورش العمل ذات الأَهمِّيّة التي بلغ مجموعها ست عشرة حلقة نقاش وورقة عمل تنوَّعت بين المحاور الجغرافية والسياسيَّة والاقتصاديَّة على النحو التالي:
1- تجاوز الحدود الأوروبيَّة إلى مكة، معتنقو الإسلام الأوروبيون وصياغة ثقافة وسياسة أوربيتين تجاه الحج.
2- الحجِّ وتدويل السياسة الاستعمارية الأوروبيَّة في الشرق الأقصى.
3- الوحدة الإسلامية والرقابة الأوروبيَّة على الحجِّ داخل الحدود الاستعمارية.
4- بين التاريخ والخيال والقوة، القيصر الروسي وحجاج آسيا الصغرى، الحُجَّاج المسلمون الأوروبيون التتار.
5- الحجُّ والتقنيَّة الكونية، والإستراتيجيَّة البيئية والصحية.
وخلال هذه الندوات المكثفة استشهد المشاركون بعدد من الوثائق التي أرخها بعض الرحالة والمستشرقين كمثل المستشرق الهولندي الشهير كرستيان سنوكهرخونيه الذي سبق أن ألف كتابين عن مكَّة المُكرَّمة والمصوّر الفرنسي جولياس جرافيس الذي اعتنق الإسلام عام 1894م، قبل أن يُؤدِّي فريضة الحج، مع صديق جزائري إضافة إلى البولندي إيجنيس زيقل في تقريره الصادر في عام 1884م، عن رحلة إلى مكة، الذي اكتسب شعبية كبيرة في أوساط القراء البولنديين من المسلمين وغير المسلمين، وغيرهم من الكتّاب الذين وثقوا مرئياتهم وآراءهم عن شعيرة الحجِّ في تلك الفترة الزمنية، كما تناول المؤتمر السياسات التي انتهجتها الدول الاستعمارية بهذا الشأن وذكر منها: الفرنسي Jules Cambon، وهو أحد كبار السياسيين في الجمهورية الثالثة، الذي أصبح حاكمًا فرنسيًّا للجزائر في الفترة من 1891 - 1896م، الذي سعى إلى انتهاج سياسة متسامحة تجاه الحجِّ خصوصًا، وتجاه التقاليد الإسلامية عمومًا، وظهر تأثير هذه التوجُّهات على الرَّأي العام الفرنسي آنذاك. وسياسة الاحتلال الإسباني للمغرب تجاه الحجِّ في الفترة من 1937 - 1972م، بل والحديث عن (الإخوة) بين الإسبان والمسلمين، استنادًا إلى صحف ومجلات الاحتلال الإسباني الصادرة في المغرب. وسياسة الحجِّ في روسيا الإمبريالية وفي تركستان المستعمرة.وأيْضًا الحجّ في السياسة الصحيَّة العامَّة لروسيا في الفترة من 1851 - 1914م. والآفاق التاريخيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة لحج مسلمي القرم منذ دخول الإسلام هناك في القرن الثالث عشر. والتواجد العثماني في الحجاز والدَّوْلة السعوديَّة.
ومن ضمن أعمال المؤتمر ألقى معالي الدكتور فهد بن عبد الله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز كلمة تضمنت عدَّة نقاط مهمة أتى في أبرزها: لا تقوم الدارة بمفردها بهذا العمل العملاق، بل تشارك فيه وزارة التَّعليم العالي، ومعهد خادم الحرمَيْن الشريفَيْن لأبحاث الحج، ووزارة الحج، والرئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
- ليس الهدف من الموسوعة دراسة الحجِّ في ذاته، بل توثيق جميع الجوانب المُتَّصلة به، مثل الجوانب الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة والثقافيَّة والسياسيَّة والصحيَّة.
- عدم اقتصار البحث عن فترة زمنية محدَّدة أو منطقة مكانية بعينها.
- تسعى الموسوعة لأن تكون تفاعلية، أيّ يمكن للباحث أن يطَّلع على ما يتوفر فيها من مواد، وأن يضيف إليها من المصادر المتوفرة لديها وشدَّد على أهمية تنوّع مصادر البحث، وعدم التركيز على الأرشيف البريطاني مثلاً، لسهولة الحصول على المعلومات منه، منبهًا إلى أن الأرشيف الإيطالي مثلاً يذخر بمصادر مهمة للغاية، وأن مقارنة المصادر، يسهم في اكتمال الصورة، ورؤية أكثر من جانب منها.
- نبه إلى أهمية جمع المصادر عن ظاهرة (المجاورين)، وهم الأشخاص الذين يأتون لتأدية فريضة الحج، ثمَّ يبقون بجوار الحرم، ويعيشون لفترات تطول أو تقصر، ليعود بعضهم إلى بلادهم الأصلية، ويبقى آخرون هناك حتَّى موتهم.
- رحب بأيِّ أفكار أو مقترحات للمشروع، معربًا عن استعداده للاستفادة من هذه الآراء والمقترحات، بحيث يمكن أن تصبح إضافة للمشروع.
وفي ختام المؤتمر خرج المشاركون بعدد من التوصيات والاقتراحات، كما تقدَّمت إدارة الجامعة بالشكر الجزيل والتقدير الكبير للجانب السعودي على ما قدمه من معلومات قيمة ونفيسة حول موضوع الحج.