رغم الإجماع الجماهيري والإعلامي الهلالي على ضرورة رحيل الرئيس، وتحميل إدارته كامل مسؤولية ما تعرض له الفريق الهلالي من نكسات وإخفاقات محلية وآسيوية، إلا أنني لا أتوقع أن يخرج اجتماع أعضاء الشرف بجديد غير تجديد الثقة بالرئيس مع وعد بدعمه وتطييب خواطر الهلاليين بأنهم سيشاهدون هلالاً يسرهم الموسم القادم!
فيما الواقع يفرض على رجالات الهلال إقرار هلال جديد في قياداته ولاعبيه وفي فكره الإداري، فالهلال الذي لم يستقبله أحد ليلة عودته من الدوحة لا أحد أيضاً يريد أن تبقى له ذكرى في الموسم القادم، فذكراه تعني الإحباط والهزيمة والانكسار، فالهلال لم يخسر فنياً فقط بل خسر ما هو أهم وأكبر، خسر هيبة الزعيم بسوء التخطيط وضعف التصريح بعد أن أصبح تمثيله فنياً وإدارياً متاحاً لكل من هب ودب!
لا يمكن أن يكون الهلال هو هذا الفريق المخترق الذي تقرأ أخباره وتطلع على أسراره من غير الهلاليين، ولا هو هذا الفريق الذي يتلقى هزائم بالكوم، ويخرج من بطولات بالجملة، ويضم في طاقمه الأساسي والاحتياطي لاعبين لن يجدوا فرصتهم ولا حتى في أندية الدرجة الأولى، وأجانب لا تدري كيف تم اختيارهم، ومع ذلك يخرج الرئيس ليقتل كل طموحات الهلاليين بقوله «نحن أفضل من غيرنا»!
هذه الرؤية الإدارية هي التي أسقطت الهلال، وفرضت عليه قناعات شخصية، حكمته وعزلته عن الهلاليين، وجعلتهم مجرد متفرجين في سوق هلالية يُقال عنها استثمارية، بالرغم من أنها تصدر العسل وتستورد البصل!
في الهلال عادة المنافسة تكون بين رئيس النادي والرئيس الذي سبقه، والتحدي بينهما عنوانه تحقيق أكبر عدد من البطولات؛ ولذلك كان طبيعياً أن يهبط مستوى الهلال، وأن تتقزم طموحاته بعد أن ابتعد الرئيس عن منافسة من سبقوه في رئاسة النادي، وجعل المقارنة بين فريقه والفرق الأقل منه إنجازاً!
لست متفائلاً كثيراً بنتائج الاجتماع الشرفي، لكني أرجو أن تكون الصراحة والمكاشفة حاضرتَيْن لرسم صورة هلال الموسم القادم وتقديم رئيس بروح جديدة، تعيد للزعيم قيمته الفنية والمعنوية، وتنشر التفاؤل بين الجماهير المحبطة، وتعيد شخصية الهلال المهابة لتنفض الغبار عن الفئات السنية، وتضعها بديلاً عن رجيع الأندية. رئيس يعطي الخبز لخبازه؛ حتى لا يكون الزعيم محطة تجارب لأنصاف اللاعبين المحليين والأجانب وأشباه المدربين. رئيس يختار معاونيه من أهل الرأي الصادق والانتماء الخالص والخبرة الميدانية، ممن يزخر بهم المحيط الأزرق!
الاجتماع الشرفي مطالب بالخروج بما يضمن حضور هلال الموسم القادم بأجانب في مستوى الزعيم، يكونون عوناً للفريق لا عالة عليه، وبصف احتياطي يصنع الفارق بدلاً من تكملة العدد الذين شاهدناهم أمام الاتحاد ولخويا، وبدون أمثال المدافع صاحب العرض الدائم (منا الخطأ ومنكم الهدف)، الذي قدّم عرضه الأخير أمام لخويا عندما (تربع) وافترش الأرض أمام مهاجم لخويا، وتركه ينفرد ويسجِّل في المرمى الهلالي، فاستمرار وجود مثل هذا المدافع الموسم القادم سيكون محبطاً للجماهير ولمجموعة الفريق!
بقيت كلمة حق يجب أن تُقال، فالجماهير الهلالية ليست ناكرة للجميل عندما طالبت برحيل الرئيس، فقد هتفت له كثيراً عندما كان يحقق الآمال، بل حتى عندما بدأت الارتجالية تعصف بالفريق لم تطالبه بالرحيل، بل خيرته بين الاستمرار بشرط صياغة هلال مثل الذي قدمه لهم في بدايات رئاسته للنادي، أو الاستقالة، لكنه واصل العمل في الهلال بمعزل عن جماهيره وبطموحات أقل، إلى أن جاء اليوم الذي هتفت فيه هذه الجماهير «خلاص.. كفاية.. ارحل»!
وسع صدرك!
** سامي الجابر سيفشل فيما لو تولى مهمة تدريب (شبيه الهلال) الذي يحتاج إلى العديد من المعالجات النفسية والفنية والإدارية؛ ولهذا على سامي أن يتأكد أولاً من وجود ضمانات تدعمه لإجراء تغييرات واسعة بالفريق!
** الغضب الهلالي هو حصيلة موسم وليس نتيجة مباراة!
** يقول زلاتكو: اللاعبون المحليون في الهلال أفضل من الأجانب، وإذا ما أراد الهلاليون البطولة الآسيوية فعليهم التعاقد مع أجانب يصنعون الفارق، ويدعمون تألق العناصر الشابة في الفريق!
** جريتس (يمون على الهلاليين)، يخترق تمارينهم، ويأخذهم بالأحضان، بما يوحي لهم بأنه يتمنى فوزهم، وفي النهاية أصدقاء جريتس في الهلال يهزمون هلالهم أمام لخويا!
** البعض يلوم لاعبي الهلال لغياب الروح، مع أن هذا الغياب هو نتيجة طبيعية للأجواء المحبطة المحيطة بفريقهم!
** في حال قبوله منصب نائب الرئيس سيكون الأستاذ فهد المطوع أقوى صفقات الموسم النصراوي القادم؛ فالرجل علاوة على فكره ودعمه المالي سيطور علاقات النصر مع الجميع بمثاليته وروحه الرياضية العالية.
** اتحاد كرة القدم كاد يتورط؛ ففي العمل الرياضي المتعصب لا يمكن أن يكون قانونياً!
** لا أرى شخصياً أي هدف من إقامة مباراة قدامى المنتخب السعودي «عمالقة السعودية» وقدامى المنتخب البرازيلي «أبطال كأس العالم 94» إلا إذا كان هناك هدف تجاري؛ فالمباراة لن تقدم أي متعة كروية، مجرد أجسام مترهلة، يكفيها اللعب في فترة ما بين الشوطين!
** عندما تعاملت الفرق الكبيرة مع فريق الفتح على أنه بطل الدوري خرج على يد الهلال من كأس ولي العهد، وأخرجه الاتحاد بسداسية من كأس الأبطال!