رغم ترحيبه وإعجابه بكل الاهتمام المنصبّ عليه نتيجة ما يحققه من نجاح مع فريقه يدرك يورجن كلوب المدير الفني لفريق بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم أن قدراته في مجالات أخرى لها حدود، لا تسمح له بتحقيق النجاح نفسه فيها. ويؤكد كلوب: «المهنة التي أعمل بها والعمل الذي أؤديه رائع بالنسبة لي، ويناسبني جداً». والحقيقة أن كلوب يمثل السر الحقيقي وراء نجاح دورتموند في الفوز بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا) في 2011/ 2012 رغم الظروف الصعبة التي عانى منها النادي في السنوات الماضية. كما يدين دورتموند بفضل كبير إلى كلوب في بلوغ المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وتولى كلوب (45 عاماً) مسؤولية تدريب الفريق في 2008 بعد عقدين قضاهما لاعباً ومدرباً لفريق ماينز الألماني. وبرهن كلوب من خلال عمله في السنوات الأخيرة على أنه من أكثر المدربين ابتكاراً في كرة القدم الألمانية خلال الفترة الحالية. وكان دورتموند على وشك إعلان إفلاسه في 2005، وعانى النادي في السنوات التالية من عدم وجود الوفرة المالية اللازمة لتدعيم صفوفه؛ ولذلك كان كلوب مطالبا بالاعتماد على اللاعبين الشبان الصاعدين من أكاديمية الناشئين والشباب بالنادي، مثل ماريو جويتزه وكيفن جروسكروتز أو التعاقدات منخفضة الثمن مثل الياباني شنجي كاجاوا الذي انتقل بعد هذا إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي. وكانت هذه فائدة هائلة مستترة للفريق؛ إذ كان اللاعبون الشبان على درجة عالية من المهارة تكفي لتحقيق طموحات الفريق، وتتناسب مع أسلوب كلوب الذي يعتمد على التمرير السريع والضغط القوي على المنافس والعمل الجاد والاجتهاد داخل أرضية الملعب. وقدم كلوب مع الفريق لعبة كرة القدم في أنقى وأروع صورها؛ ولذلك لم يكن غريباً أن يتردد اسمه مراراً بوصفه مرشحاً قوياً لتدريب أحد أندية القمة بالدوري الإنجليزي وسط تزايد الإعجاب الشديد بكرة القدم الألمانية في كل أنحاء أوروبا ومناطق عديدة من العالم. كما لا يزال كلوب مرشحاً بقوة لخلافة يواخيم لوف في تدريب المنتخب الألماني في أي وقت يستقيل فيه لوف. ومن المؤكد أن نجاح دورتموند في تحقيق الفوز على بايرن اليوم سيرفع من وضع ومكانة كلوب درجة هائلة. ويستمد كلوب إلهامه وحلمه من النصر الرائع الذي حققه دورتموند نفسه في عام 1997 عندما توج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الوحيدة في تاريخه بعد التغلب على يوفنتوس الإيطالي الرشح الأبرز لإحراز اللقب. كما يستمد كلوب بعض إلهامه من فوز المنتخب الألماني بلقب كأس العالم 1954 على حساب المنتخب المجري الذي كان المرشح الأقوى لحسم اللقب في ذلك الوقت.