نكمل اليوم قصة (نقي الطالب الضرير)..
قرَّرت الجامعة السعودية (قبول التحدي) ووضع مناهج خاصة، بتحويل الرسومات على شكل (3G) ليلمسها الطالب بيده..!
يقول لي البرفيسور الكندي جيلليس عميد كلية الهندسة: إنها (حالة فريدة) على مستوى العالم، لقد تعلّمنا منه كيف نغيّر من حياتنا ونحقق أحلامنا وسط الظروف القاهرة!
مرت السنين وحلم (نقي) يكبر أمامه يوماً بعد آخر، وإن كان لا يراه إلا أنه يعيشه..!
عاش نقي في تنافس، لتحقيق حلمه مع طلاب سعوديين، وعرب، وأجانب في (الجامعة)، التي تعتمد مناهج (هارفارد)، و(كامبريدج) وغيرهما من المناهج شديدة الصعوبة..!
هذا الأسبوع (تخرَّج) نقي من الجامعة بامتياز، وحصل على المركز الأول على دفعته، وعلى الجامعة بأسرها، مع مرتبة الشرف الأولى، وتسلَّم الشهادة من يد أمير الرياض، وألقى كلمة الخريجين وسط دموع الفرح من زملائه وزميلاته الذين عرفوه بالطالب ذي (النظارة السوداء)..!
يقول لي (نقي) لا أريد مغادرة الرياض، هذه المدينة التي قدمت إليها كفيفاً (كما يقول) وها أنا أخرج منها (مبصراً) متسلحاً بشهادة الهندسة الموازية لكبريات الجامعات العالمية..!
لقد قضيت يوماً مبهراً مع (نقي)، لا يمكن وصف السرعة التي يتنقَّل بها بين القاعات، يصعد الدرج بسرعة كبيرة وبثقة، يفتح جهازه، ليرسل أيميلاً ويستقبل آخر..!
لقد طلب مني أن أتحدث إلى والدته عبر الهاتف، لقد كانت فخورةً بابنها وقصته.. تقول (نقي) قدَّم لنا درساً مجانياً في كيفية تحقيق النجاح، وصنع المعجزات.. لقد رفضنا في البداية، ولكنه أصر على مواصلة المشوار حتى تحقيق الحلم!
زملاء نقي في السكن قالوا إنه (شاب متعلّق بالله) يصلي الصلوات في وقتها، يؤمن بأن هناك عالماً جميلاً لا يبصره، لذلك يحاول إسعاد من هم حوله، بابتسامه ليذكرهم دوماً.. لا تيأس كل شيء ممكن تحقيقه أنا أمامكم (مهندس لا أرى)..!
لنقي (الآن) ثلاث فرص:
إكمال دراسته في أمريكا حسب بعض العروض التي تلقاها من جامعات عالمية، أو العمل في السعودية، أو العودة إما إلى الهند أو باكستان..!
قصته تستحق أن تُروى تلفزيونياً، لذلك حرصت على تصويرها على مدى (يومين كاملين) لعلها تكون ملهمة للآخرين...!
شكراً نقي تعلَّمت من قصتك الكثير، وشكراً لجامعة الفيصل السعودية وطلابها وأساتذتها الذين كانوا بيئة خلاَّقة للنجاح وقبلوا بالتحدي الفريد..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com