ولد (نقي حيدر ريزفي) وشقيقته من أبوين مسلمين، الأم هندية، والأب باكستاني، ولك أن تتخيل تركيبة هكذا عائلة في ظل المتغيّرات بين البلدين الجارين، رغم الروابط الكبيرة بين قبائل الحدود!
مجرد أن تقول (الهند وباكستان) تقفز إلى مخيلتك صورة الصراع.. التحديات.. والعقبات، إنها (معاناة شاخصة) تبصرها العيون ولم تعد تخفى على أحد، وهو ما تمثَّل في صورة الرضيع (نقي)، الذي عاش مع أسرة والده في باكستان بداية حياته، ولأن المستقبل بين (أعمامه في باكستان) و(أخواله في الهند) يبدو غامضاً ومظلماً بعض الشيء، فقد (نقي) بصره، لتكتشف العائلة أنه طفل ضرير (لا يبصر) إطلاقاً، وتعود للهند من أجل البحث عن بصيص أمل؟!
لم يشاهد (نقي) لا الهند ولا باكستان بعينه، فقد قرَّر الأطباء عدم إمكانية (علاجه)، مضت السنون ليلتحق الطفل الصغير بالمدارس البريطانية الهندية؟!
وقبل 4 سنوات قرَّرت العائلة السفر إلى شرق السعودية، حيث وجد الأب فرصة عمل، وكذلك الأم عملت مدرسة في إحدى المدارس العالمية هناك!
لم يستسلم الشاب الضرير للظروف الجديدة مع حصوله على الشهادة الثانوية، بحث عن جامعة تقبل به، سمع عن جامعة الفيصل بالعاصمة الرياض؟!
400 كم غرباً سيقطعها نقي وحيداً للبحث عن (مقعد دراسة)؟!
وصل الرياض بالفعل، يقول كنت أرتدي (نظارة سوداء) في الليل، سمعت بعض التعليقات لأنني أرتديها في المساء، لم أفهم كل شيء، ولكني سألت نفسي كيف سأعيش هنا؟! كل هذا شكل لي تحدياً جديداً..!
في الصباح وصل نقي إلى (كلية الهندسة) بسيارة أجرة، بداخله شعور، وهو يتحسس جدران الجامعة بيده، ليجد الباب، ويسأل عن مكتب عميد الكلية.. ليواجه الصدمة؟!
لا يمكن قبولك إطلاقاً (كمهندس).. أنت طالب ضرير.. ولا يمكن أن يدرس الهندسة شخص غير مبصر؟! هذا مستحيل! سالت دمعة (نقي) خلف النظارة السوداء على خده، لأن الحلم مستحيل؟!
دخل (نقي) مع عميد الكلية في تحدٍ.. وطالبه أن يتيح له الفرصة ويختبره، ثم يقرّر؟!
شكلت الجامعة فريقاً من الأساتذة لمقابلة (نقي) واختباره؟!
تفاجأ الجميع، لقد حصل الطالب الضرير على نسبة 100% مما يعني قبوله؟!
ولكن المشكلة كيف سيتعلَّم الهندسة؟! وكيف سيطبِّق مشاريع التخرّج؟! كيف سيتنقّل بين القاعات؟! كيف سيكتشف القواعد ويطبّقها على الرسومات وهو (ضرير)..؟!
غداً نكمل القصة المُلهمة.. وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com
