|
جدة - خاص - بـ(الجزيرة):
أكد رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة المهندس عبدالعزيز بن عبدالله حنفي أن زيادة أعداد الملتحقين بحلق التحفيظ دليل على نتائجها المشرفة، وأن الزيادة في الجمعيات القرآنية وصلت إلى 11% في اعداد الطلاب والطالبات سنوياً.
وقال م.حنفي في لقائه مع «الجزيرة» أن اعداد الدارسين المنتظمين في الجمعية أكثر من ثلاثة وخمسين ألف طالب وطالبة عدا الدارسين في المقرأة القرآنية والإليكترونية والهاتفية.
كما تناول اللقاء مع رئيس جمعية «خيركم» عدداً من الموضوعات المتعلقة بالجمعيات القرآنية.. وفيما يلي نص اللقاء:
* تسرب الأبناء والفتيات من الحلق القرآنية في الآونة الأخيرة أصبح ملحوظاً، فهل درست الجمعيات ذلك لمعرفة الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة؟
- قامت خيركم بدراسة هذا الأمر وتبين بأن التسرب ليس ظاهرة لوجود إقبال ونمو في حلقات التحفيظ وخاصة بعد استخدام الوسائل الحديثة وطرق التدريس وتطبيق المنهج التربوي في الحلقات أصبحت الحلقات جاذبة، التحاق طلاب التحفيظ بالجامعات لا يعد تسرباً.
* ينادي البعض باستخدام التقنية الحديثة لتحفيظ الأبناء القرآن الكريم مما يساعد على توفير الوقت والمال ونقص المعلمين فما رأيكم؟
- خيركم لا زالت تستخدم طريقة التحفيظ المباشر كما تعلمه المعلم الأول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من سيدنا جبريل عليه السلام وعلمه المصطفى لأصحابه رضوان الله عليهم، خيركم لا تمانع من استخدام التقنية الحديثة في التحفيظ إذا كانت فاعلة بحيث تكون جاذبة للشباب لأنه يقع على جمعيات تحفيظ القرآن عبء كبير في تحفيظ القرآن الكريم للجيل الجديد والتحلي بأخلاقه في ظل سيطرة وسائل الإعلام والاتصالات والتقنيات الجديدة، ولكن لابد للجمعيات أن تسعى إلى التطوير والارتقاء بعملها في خدمة القرآن الكريم، وذلك من خلال تطوير عملها التعليمي بالرقي بأداء المعلم وتطويره بالدورات التدريبية والدراسات والملتقيات تطويراً لطرق التدريس، وتطوير آلياتها التعليمية من خلال المقارئ الالكترونية والهاتفية تطويراً للعملية التعليمية. والتواصل مع هذا الجيل عن طريق وسائل الإعلام الجديد حتى تتمكن من احتضان الجيل الجديد وتربيته على أخلاق القرآن وقيمه وخيركم سخّرت التقنية الحديثة لتسهيل الأداء، ودقة المتابعة، وزيادة الإنتاجية، ورفعت شعار (جمعية إلكترونية)، حتى نالت بكل استحقاق المركز الأول على مستوى المملكة في مسابقة التميز الرقمي التي نظمتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وتم تنفيذ عدد من البرامج والمشاريع التقنية الرائدة التي ساهمت في دعم خدمة برامج القرآن وتعليمه.
* ظاهرة الانحرافات الفكرية التي بدأت تتفشى في المجتمع.. من المسؤول عن تناميها ؟ وما الواجبات على مؤسسات المجتمع للوقوف تجاهها؟
- ظاهرة الانحرافات الفكرية المسؤول عن تناميها ضعف الوازع الديني وغياب القيم، والحوار ويجب أن تتشارك جميع مؤسسات المجتمع، الأسرة والمؤسسات الدينية التربوية والتعليمية، في الإصلاح عبر مشروع تربوي متكامل كل في مجاله وذلك عن طريق نشر العقيدة الصحيحة وقيم الوسطية والحوار والتسامح وأخلاق القرآن إشغال الشباب بما يفيد حتى يكونوا لبنات صالحة لبناء الوطن.
* يتسابق أهل الخير في التبرع للجمعيات الخيرية.. فما أعلى تبرع وصلكم؟
- أعلى تبرع وصل إلينا تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله.
* ماذا عملت الجمعيات القرآنية تجاه التهم والأباطيل التي تحاك ضدها كوصفها بمنبع الإرهاب والغلو والتطرف؟ وما مسؤوليتكم في توجيه سلوكيات الأبناء؟
- مع الأسف تعرضت جمعيات تحفيظ القرآن لهذه الحملات وهذه التهم الظالمة في السابق ولم تحقق أهدافها ولله الحمد وأهم أسباب فشلها أنها لم تكن منصفة وعادلة وموضوعية ومحايدة ولا تقوم على براهين مقنعة والواقع يدحضها فإن النتائج المشرفة للجمعيات في نشر وتعليم كتاب الله الكريم ودورها التربوي في تربية وتنشئة الأبناء والبنات في بلادنا المباركة على الخلق الفاضل والسلوك القويم وخير شاهد على إيجابيتها نسبة النمو السنوي المتزايد للتسجيل في الجمعيات والذي يتجاوز 11% سنوياً وهي نسبة تفوق النمو السكاني للمملكة الذي يتراوح بين 3.5 - 4% سنوياً ولولا هذه الثقة من كافة شرائح المجتمع والنتائج الملموسة لدور الجمعيات التربوي الهادف لما كان الإقبال والنمو بهذا الشكل، والجمعيات إلى جانب موقفها المبدئي المستنكر للفكر الضال تقوم أيضاً بجهود تربوية وفكرية لتقويم وتحصين أبنائها وبناتها حفاظ القرآن الكريم من شرور ومتاهات الفكر الضال وتربيهم على لزوم الجماعة والعمل يداً واحدة لبناء المجتمع وعمارة الأرض منطلقين في ذلك من النداء الرباني لعباده المؤمنين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُم} (59) سورة النساء والنتائج على المستوى التربوي والتعليمي تشهد بأهمية دور جمعيات القرآن الكريم في المجتمع فقد نشرت دراسة علمية قامت بها وزارة التربية والتعليم حصيلتها أن 85% من الطلبة المتفوقين دراسياً هم من الدارسين في حلقات ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، بل إن هنالك دراسات أمنية أثبتت أن الأحياء التي بها حلقات تحفيظ أكثر أمناً من غيرها. إن هذه الاتهامات لم تحقق أهدافها فنحن في مجتمع يتكاتف فيه الراعي والرعية لخدمة كتاب الله الكريم والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم والهيئات الأخرى بالمملكة تعمل تحت مظلة رسمية وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والأخرى الشؤون الاجتماعية ومهمة الجمعيات وغايتها تعليم القرآن الكريم تلاوة وتجويداً وحفظاً وهناك شفافية كاملة في برامج وأنشطة الجمعيات وأبوابها وحلقاتها مفتوحة للجميع دون استثناء، إن مخرجات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم حفاظ بررة بهذا الوطن المعطاء يتخذون الوسطية والاعتدال منهجاً وطريقاً يخدمون وطنهم في جميع الميادين.
* ما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟
- تشهد خيركم ولله الحمد والمنة تطورات كبيرة فقد دشنت المنهج التربوي الأول من نوعه على مستوى جمعيات التحفيظ بالمملكة، والذي يستفيد منه جميع العاملين في الحقل القرآني، وأطلقت مشروعها القرآني الجديد «القرآن نورني» لتعليم الطلاب المكفوفين، والذي أشاد بها الأمين العام لجمعيات التحفيظ بالمملكة ومشروع براعم الذكر الذي يُعنى بتعليم الأطفال دون سن المدرسة، عقدت ملتقى التجارب التربوية النوعية تشجع الإبداع والمبادرات واستثمار الكوادر المتميزة وهو خطوة كبرى على مستوى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة لإعداد مشاريع بحثية ودراسات عملية تُعنى بإقامة محاضن تربوية متخصصة وتعمل حالياً لوضع تخطيط استراتيجي جديدة يحمل طموحاتها ويحقق رسالتها بعد أن مضى أكثر من سبع سنوات على التخطيط الاستراتيجي السابق كما أصدرت خيركم أول «دليل أوعية تعليم القرآن الكريم حتى عام 1433هـ الموافق 2012م» كتب - رسائل - مقالات - مخطوطات - أوراق ملتقيات - برامج إليكترونية - مواقع إليكترونية - قنوات فضائية، وتم تدشين الدليل ضمن فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم الذي عقد في مملكة البحرين .