إن من أعظم الدلائل على عظمة الله تعالى، وجلال قدرته، وجبروته، وكبريائه، أن ينزل البلاء من الضراء، والسراء، والصحة، والأمراض، بمن شاء من عباده، لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل، وكل خلقه يُسألون.
وهذه الأمراض والابتلاءات التي ينزلها الله بعباده يختبرهم بها، فمنهم من يصبر ويحتسب، بل يحمد الله ويشكره، ويدعو الله أن يكون ما حل به من ابتلاء كفارة لذنوبه، ورفعة لدرجاته.ومنهم من يفشل في الامتحان، ويخسر في الابتلاء، فتجده كثير الجزع، شديد التسخط، وقد يصل الأمر به إلى الاعتراض على قضاء الله وقدره، فيرتكب كبائر الذنوب، ولن يمنع ذلك من قضاء الله شيئاً.
ومن الأشخاص الذين ابتلاهم الله تعالى بالمرض، فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد بن إبراهيم بن سليمان الرومي، عضو هيئة التدريس بقسم السنة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد كان - حفظه الله - طيلة مدة مرضه مثالاً للصبر والاحتمال، والاحتساب، وحمد الله، وشكره، وكذلك كان - نحسبه والله حسيبه- في أثناء سفره إلى أمريكا لتلقي العلاج مدة ستة أشهر، التي رافقه فيها شقيقه «د. محمد « وابنه «إبراهيم»، حيث كانت الاتصالات متواصلة من أهل العلم والمحبين من الأقارب والأصدقاء والزملاء يسألون، ويدعون المولى - عز وجل - أن يعود سالماً معافى. وقد مَنَّ الله تعالى عليه بالشفاء، مع ما نسأل الله تعالى أن يثيبه عليه أجراً عظيماً، بسبب صبره وثباته، واحتسابه الأجر عند الله.
ومع الصبر على البلاء، وهو من شيمة الصالحين والمتقين، رأيت أمراً آخر لا بد من الإشارة إليه، ألا وهو الوفاء من أصحاب المعالي الفضيلة والسعادة مع هذا الرجل الحكيم، فمع الدعوات الصادقة له في ظهر الغيب أو حين يرد ذكره جاءت وفود كبيرة لمنزله للسلام عليه، وتهنئته بسلامة الوصول والشفاء، وكان في مقدمتهم سماحة مفتي عام المملكة، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية وبعض أعضاء هيئة كبار العلماء وزملائه أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. ولو قدر لأخي الشيخ خالد الرومي فتح بابه في كل وقت لرأيت الناس أفواجاً، فهو مستحق لهذا الوفاء لجميله السابق قولاً وعملاً مع الصغير والكبير وحسن خلقه.
جدير بالذكر أن فضيلة الشيخ الدكتور خالد الرومي من تلامذة الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبدالرحمن البراك، وغيرهم، وهو عضو التوعية الإسلامية في الحج منذ عام 1404هـ وعضو جمعية السنة النبوية، ورئيس لجنة الإجابة على الهاتف في الحج منذ سنوات.
فنسأل الله تعالى أن يتم شفاءه، وأن يرزقه الصحة والعافية، لمواصلة جهوده العلمية، والدعوية. إنه سميع مجيب.
alomari1420@yahoo.com