الرياض - خاص بـ(الجزيرة):

تأسّف فضيلة الشيخ الدكتور عايض بن عبد الله القرني الداعية المعروف من الاستخدام السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي في الغيبة والنميمة والسب والشتم، على الرغم من حصول المملكة العربية السعودية على المركز الأول في كثرة التعامل مع «تويتر».

وقال د. القرني في حواره القصير مع «الجزيرة» إنّ مواقع التواصل الاجتماعي سحبت البساط من الصحف الورقية كما سحبتها من دروس المشايخ في المساجد ، مطالباً من يعتلي المنابر بالامتثال لما في الكتاب والسنّة الدالة على الأخلاق والتراحم والتواد .. وفيما يلي نص الحوار :

* ما واجب الدعاة وطلبة العلم في تحقيق المصالحة الاجتماعية والتصدي لمشكلات التفكك الأسري وقطع صلات الرحم والإساءة للجيران؟

- واجب الدعاة وطلبة العلم أن يكونوا أئمة وقدوات في كل خير وإحسان، ومن ذلك السعي في تحقيق المصالح الاجتماعية وتطبيع العلاقات بين المسلمين وإصلاح ذات البين كمال قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، وعندنا احتقان اجتماعي وتفكك أسري وسوء معاملة عند البعض مع جيرانهم، ولا حل إلا أن يقوم الفضلاء وأهل الخير بمد جسور التواصل، فنحن في زمن وسائل التواصل الاجتماعي لكنها (قربت البعيد وبعّدت القريب) فغالب أسرتك يجلسون معك أجساداً بلا أرواح، وأيضاً يجب على طالب العلم أن يكون أبعد الناس عن القطيعة والتفرق والهجر كيف يكون هذا وقدوته رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - الذي رُوي عنه أنه قال: (إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفُ عمن ظلمني وأن أعطي من حرمني)، وأين قول الله تعالى عن المتشاجرين والمتقاطعين: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}وقوله تعالى:{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.

* ماذا تقول عن من يعتلي المنبر ويتحدث عن الأخلاق والتراحم والتواد وإعطاء الحقوق وهو أول من يخالف ما يقول؟

- أما من يعتلي المنابر ويتحدث عن الأخلاق والتراحم والتواد ويخالف ذلك، فأذكره بقول الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}، فكيف يقبل قوله وفعله خالف ذلك.

قال الشاعر:

وغيرُ تقيِّ يأمرُ الناس بالتقى

طبيبٌ يداوي الناس وهُو عليلٌ

وقول لآخر:

يا أيُّها الرَّجُلُ المُعَلمُ غَيْرَهُ

هلاّ لِنَفْسِكَ كانَ ذا التعليمُ

* قلت إن مواقع التواصل الاجتماعي سحبت البساط من تحت أقدام الصحف الورقية،÷ فهل سحبت أيضاً البساط من تحت أقدام محاضرات ودروس المشايخ بالمساجد؟

- مواقع التواصل الاجتماعية سحبت البساط من تحت أقدام الصحف الورقية، وعلينا أن نقدم العزاء لأصحاب هذه الصحف ونقول لهم آجركم الله وجبر مصابكم، وأيضا فقد سُحب البساط عن دروس المشايخ في المساجد، ولذلك تجد الحضور القليل جداً بل النادر بسبب انشغال الشباب بالتويتر والفيس بوك واليوتيوب وأخواتها.

* السعوديون يتصدّرون الشعوب العربية في التعامل مع تويتر فهل أفادهم ذلك في طرح قضاياهم أو زاد الجفوة؟

- نعم السعودية في المركز الأول في كثرة التعامل مع تويتر، ولكن الإحصائيات تدل على أن الغالب يستخدمها في المهاترات والغيبة والنميمة والسب والشتم، فما أدري لماذا لم نتأثر بتعاليم الدين الإسلامي؟ وما أدري لماذا لم نحترم مقامنا أمام العالم؟ وما أدري لماذا لم نقدّر هذه النعمة ونوصل رسالتنا الخالدة المعتدلة الوسطية للعالم ونستحي من ربنا فلا نكتب إلاّ خيراً ونتذكر قوله تعالى: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}.