تونس - فرح التومي:

لم يشفع إطلاق سراح المتحدث باسم تيار أنصار الشريعة أول أمس الأربعاء في التخفيف من حدة التوتر الذي يشوب علاقة التيار بحكومة علي العريض حيث توعد أنصار الشريعة بمفاجأة ستقصم ظهورهم اليوم الجمعة على حد تعبيرهم. وقالت الجماعة في بيان نشرته على صفحتها في الفيس بوك انتظروا من أنصار الشريعة بالقيروان مفاجأة سوف تقصم ظهور من يحاول إقصاء الحركة من المشهد السياسي التونسي وعلى الرغم من إطلاق سراح الناطق باسم أنصار الشريعة سيف الدين الرايس بعد ساعات من الاستجواب لدى قاضي التحقيق بحضور قرابة العشرة محامين إلا أن الخلاف لم ينته بينهم وبين وزارة الداخلية. وكان التنظيم أعلن مساء الأربعاء على صفحته على فيسبوك أنه تم الإفراج عن أخينا سيف الدين الرايس مما أدخل البعض من الارتياح على قلوب التونسيين الواجمة منذ أكثر من عشرة أيام خاصة بعد إحداث القيروان وأعمال العنف التي حدثت بأحد الأحياء الشعبية للعاصمة وأودت بحياة شاب ينتمي إلى أنصار الشريعة في حين جرح عشرات رجال الأمن في مواجهات دامية الأحد. يذكر أن وزارة الداخلية كانت منعت أنصار الشريعة من إقامة مؤتمرهم السنوي بمدينة القيروان بوسط البلاد حيث استعملت حواجز أمنية وبشرية لمنعهم من دخول المدينة والالتحاق برفاقهم الذين لم يجدوا بدا من نقل مكان المؤتمر إلى أحد الأحياء الفقيرة بالعاصمة. ونتيجة لتجدد منع الوزارة لأنصار الشريعة من تنظيم مؤتمرهم عشية الأحد بالعاصمة تجددت أحداث عنف تواصلت على مدى ساعات متتالية انتهت بتراجع المتظاهرين عن قرارهم. وكان وزير الشؤون الدينية الخادمي أعلن عن اعتزام وزارته تنظيم اليوم الوطني للشأن الديني بهدف إرساء حوار صريح يفضي إلى وضع ميثاق يتضمن نقاط الخلاف ونقاط الالتقاء والتوافق بين مختلف مكونات المجتمع التونسي وذلك بالتوازي مع تنظيم سلسلة من الجلسات مع الدعاة الدينيين فيما قال أحد مستشاري الوزير إن شيوخ المجتمع المدني هم المؤهلون للتحاور مع أنصار الشريعة الذين لا يجب أن يشعروا أنهم ند للدولة. وكان التونسيون استبشروا بعودة القبضة الحديدية لرجال الأمن ووضوح تمسكهم بتطبيق القانون على الجميع بلا استثناء حيث شهدت شوارع العاصمة وكافة المدن حملات تفتيش أثمرت عن القبض على عشرات المفتش عنهم بسبب تهم تعلقت بهم ولم تطلهم يد الأمن لأعوام أو أشهر متتالية.