“إعصار أوكلاهوما مدمّر للغاية وقد اضطرت السلطات المحلية لتخزين جثث الضحايا في دار للسينما.
من متابعتي للموضوع وجدت الجميع يعمل والإعلام يدعم ولم أجدهم يتلاومون ولا يلقون بالتقصير على الحكومة، إنهم قادرون على تجاوز الآثار كما تجاوزوا آثار ساندي.
هم في الأزمات يعملون وفي وقت الرخاء يعملون، أما نحن فمشغولون بنقد كل شيء وكأننا سنصلح أحوالنا على صفحات تويتر.
كم من شخص يترك عمله ليتفرّغ لنقد الآخرين عبر تويتر والمنتديات. وكم من وسيلة إعلامية غارقة في الفساد وتسابق في تعرية فساد الآخرين. لو انشغل كل منا بنفسه يصلحها لصلح مجتمعنا كله.”
استوقفتني هذه المقولة أعلاه من فضاء الفيس بوك وهي للدكتور عبدالله الطاير وضعها على صفحته الشخصية، وهي تختصر ما أود أن أشير إليه في هذا المقال وربما تجيب على الكثير من التساؤلات التي أبرزها: هل نحن ننتقد لأجل النقد والإصلاح أم لإثارة الفوضى وحب الظهور ومن منطلق خالف تُعرف؟!
هل الفضاء الإلكتروني الذي لا رقيب عليه ولا من حواجز وحدود هو خلايا لخمائر فاسدة قد تجعل من بعض العقول الضعيفة قنابل موقوتة وخلايا إرهابية جاهزة للتخريب في أي وقت؟!
لماذا تحول معظم المغردين إلى منظّرين يوجهون الاتهامات للمسؤولين ويعلّقون أخطاء المجتمع والتي ربما هم من المشاركين بها على علاقة الآخرين؟!
أين هم أصحاب الفكر والثقافة والخبرة من وضع الإستراتيجيات وإيجاد الحلول وتوجيه مجتمعاتهم؟!
ونحن نحتل المركز الأول على مستوى العالم تويترياً فكيف هي ثقافتنا في استخدام هذا الفضاء الإعلامي؟ كيف هو حضورنا ولماذا تحول إلى ساحة لإشاعة الشائعات والاقتيات عليها؟!
بالعودة لما بدأت به مقالي هذا كنموذج للتكاتف الاجتماعي في أمريكا وهذا هو حال الشعب الأمريكي مع حكومته الذي يستحضر الوعي الكبير لدى الأفراد التي تسارع في تفادي المصاب بعيداً عن إثارة الاتهامات بالتقصير على عكس البعض منا.
في استفتاء أجري على شريحة كبيرة في أمريكا كان يخير المستفتين ما بين اختيار الحرية أو الأمن والاستقرار، فكانت النتيجة التي احتلت النسبة الأكبر هي اختيار الأمن والاستقرار مع القليل من الحرية.
أتضرع إلى الله أن يديم علينا الأمن والأمان ويمنحه للقلوب التي روّعها الخوف والقلق وعدم الاستقرار ولتلك البلدان التي شرد أهلها وقتل ساكنيها وروّع أطفالها وما زالت المعاناة مستمرة، يلتحفون السماء ويتوسدون الثرى يتساءل صغارهم لماذا نحن أغرابُ ومشردون وجائعون يلتهم الخوف والفزع قلوبهم.
mysoonabubaker@yahoo.com