لم يعرف الكثير منا أي شيء عن «نورة» التي ارتبط اسمها بلقب الملك المؤسس الملقب بـ»أخو نورة» حتى سمى الملك الحالي أكبر جامعة نسائية - بالكامل - تيمنا بها، حيث بدأت الأسئلة بل والبحث حول حياة وسيرة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالتزايد، مما جعل إقامة ملتقى علمي حولها في الجامعة التي تسمت بها - هذا الأسبوع- ضرورة لدعم هذا الفضول العلمي والاجتماعي حول شخصية نسائية كان لها حضور اجتماعي وسياسي فاعل في فترة هامة من تأسيس المملكة العربية السعودية.
وجاءت إقامة الملتقى لتتناسب مع تحول الثقافة المحلية إلى ثقافة الصورة، حيث واكبت اللجنة المنظمة للملتقى هذا التوجه من خلال طباعة كتاب يحكي بالصورة جوانب من حياة الأميرة نورة بعرض صور احترافية لبعض من مقتنياتها والأماكن التي عاشت فيها وبعض الخطابات التي كتبتها بنفسها رحمها الله.
وفكرة الكتاب وإن كانت الأولى حول شخصية هامة مثل الأميرة نورة، ألا أنها جزء من توجه تزايد لنشر سير مصورة لأعلام سياسية منهم ملوك مثل الملك فيصل والملك سعود والملك خالد، ضمن معارض متنقلة ضمت صور ومقتنيات وجوانب إنسانية واجتماعية لم يعرفها الناس عن هذه الشخصيات البارزة في تاريخنا المعاصر.
إلا أن كتاب مصور حول شخصية نسائية هو تمثيل أيضا للنقلة التي نعيشها لا في التعامل مع الصورة فحسب، بل مع المرأة، التي ألهمت الفنانين لمئات السنين، وكانت العنصر الأهم في الكثير من الأعمال الفنية الشهيرة على مر التاريخ، ولكننا نراها اليوم في الصورة وعبر هذا الكتاب من خلال جوانب محيطة بتلك الشخصية تصورها دون أي صورة شخصية لها، حيث وذلك بما يتناسب مع ثقافتنا المحلية.
جميل أن نهتم بالصورة، والأجمل أن نضع المرأة في الصورة، بالشكل المناسب لثقافتنا، دون أن ننتقص من قيمة أي منهما.
msenan@yahoo.comtwitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية