فلسطين أنت المنى والرجاء
فلسطين شعبك لاقى العناء
فلسطين إنا حلفنا اليمين
سنطرد منك العدو اللعين
لا أعرف حقا حين رددنا هذه القصيدة في مرحلة التعليم الابتدائي ونكرر الحلفان ونحن في مطلع العمر هل نكفر عن الحلفان الذي لم نحقق منه ولو قدر أنملة واحدة.
لا أود - هنا - أن أشذب وأستنكر على حذف هذه القصيدة من المنهج كعادة الجامعة العربية حين تقصف قوات العصابة الإسرائيلية ثالث الحرمين الشريفين والبلدات الفلسطينية فمن اطلع على أوراق مؤتمر عام 1907 م يعرف يقيناً لماذا تم حذف هذه القصيدة وحالة عدم الاستقرار الذي يخيم علينا نحن الأمة العربية منذ عقود.
نحن نمر الآن بذكرى النكبة عام 1948 «إنها حكاية وطن، وحكاية شعب، وحكاية ذاكرة تأبى الموت إنها حكاية حق العودة».. يا ترى أين المثقفين في بلادي من هذه الذكرى؟ أليست القدس لكل العرب والمسلمين وليست للفلسطينيين وحسب أين النوادي الأدبية وجمعية الثقافة وجمعية التشكيليين والمسرحيين وغيرها التي تعنى بالثقافة والأدب والفنون من حق وإرادة شعب يأبى النسيان من ذكرى زرعت فينا قبل ولادتنا أين المسرحيين من تجسيد معاناة إنسان هجر من حيفا ويافا والقدس أين التشكيليين من تصوير مجزرة جنين وغزة والخليل أين الشعراء لتقرع كلماتهم آذان المناضلين ليرددوها بساحات الميادين أين أنتم يا أصحاب المبادئ والقيم من ذكراكم وقضيتكم الأولى؟
لو كان ناجي العلي وأبو القاسم الشابي وغازي القصيبي ومحمد الثبيتي وخليل جبران على قيد الحياة لقالوا في ذواتهم سحقا لمثقفي هذا الزمن كم يتسلقون على القيم والمبادئ وهي براء منهم.
ما الضير في أن نتذكر ونذكر من حولنا بذكرى النكبة فإن الذكرى تنفع المؤمنين ما الضير بأن نخصص في كل عام بضعة ريالات من الآلاف بل الملايين والمليارات التي تنفق فيما لا فائدة منه.... لتجسيد حال المهجرين من إخواننا الفلسطينيين في كل فرع أو على أقل تقدير بأحد الفروع هل وصل بنا الحال إلى أننا انسلخنا من عروبتنا وتناسينا أننا عرب مسلمون أم أن مؤتمر عام 1907 قد تمكن منا وحذف القدس من ذاكرتنا كحال تلك القصيدة التي تم حذفها من مناهجنا.
الشاهد هنا وأنا أكتب هذه الكلمات أعرف سلفا أنها لا تروق للبعض من القراء ولكنني أكتب ما يمليه علي ضميري ولست أبالي برأي المنافقين أقول: القدس لنا القدس لنا القدس عروس عروبتنا والأقصى هو غايتنا.
jalal1973@hotmail.comtwitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي