|
عندما شكلت جمعية الثقافة والفنون لجنتها (الخاصة!) لإقامة «معرض تشكيل قصائد البدر»، سعدنا كثيراً، وطال ترقبنا ليوم الجمال في تزاوجٍ لوني مع كلمات (البدر) الذي لم يتردد بالموافقة كعادته الكريمة عندما سمع (منادي) الفكرة.
(البدر) هو من يدرك تماماً ماذا يعني محاكاة الفنون والآداب لبعضها مجسدة تظاهرة ثقافية تجمع كثيراً من المتشابهات والمتضادات لتتحاور بلغة واحدة وهي الإبداع.
بدأ الحشد التشكيلي، واستنهضت الهمم، وعادت أسماء كبيرة من الفنانين التشكيليين الذين ابتعدوا عن ساحة المشاركة في المعارض الداخلية لأسباب جميعها تدور في فلكٍ واحد! شخصه لهم الجرجاني بقوله (إذا تعاطى الشيء غير أهله، وتولى الأمر غير البصير به، أعضل الداء واشتد البلاء).
قُدمت للمشاركة (ثلاثة وخمسون) لوحة تشكيلية مختلفة الأحجام والخامات، كان كثيرٌ منها حقيقة على قدر كبير وإحساس مشكليها بمستوى هذا الحدث، كيف لا وهم من قُدموا بفنهم على القصيدة بتظاهرة ثقافية موسومة بـ «معرض تشكيل» وأُردفت بجمال الكلمة «قصائد البدر»!
هذا الحلم بعرسٍ تشكيليٍ سرعان ما تلاشى عند الافتتاح وسرعان ما عادت بنا الذاكرة لسيناريو المعارض التشكيلية المعتادة!
حضرنا أمسية شعرية رائعة الحضور كروعة شعر «البدر»، ومعرضاً تشكيلياً على هامش الأمسية لا يليق بأسماء وقامات من حضروا بفنهم، علقت أعمالهم على جدارٍ مقوسٍ وألواح ٍذات إنارة خافتة وستائر سوداء في ممرٍ ضيقٍ زُحمت به الأعمال!
عانت وما زالت الفنون التشكيلية في تنظيماتها واحتفالاتها ومعارضها تعاني ممن يتعاملون بصفات رسمية وغير رسمية مع هذه الفنون ويسيرون ألوانها يمنة ويسرة لتكون على الهوامش رغم أنها الأساس في ظاهر القول عند دعواتهم للمشاركة فيها، وفي باطنه «ولنا فيها مآرب أخرى»!
رحم الله الحافظ ابن حجر العسقلاني القائل «من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب»!!
عبد الله بن عبد الكريم الشمري - رئيس تحرير مجلة أيادي