بدءاً، وحتى لا يذهب التفكير بعيداً، فالمراد بالزلفي في عنوان المقال، هو «نادي الزلفي» وليس «محافظة الزلفي» والمراد بالجار الشمالي «نادي طويق» نعم، محافظة الزلفي تحتضن، ناديين قديمين، أولهما من حيث التأسيس والقدم، «طويق» والثاني «مرخ» الذي تم تغيير اسمه لاحقاً، إلى «الزلفي»، أكتب هذه المقالة في أعقاب رسالة بعث بها لي، أحد الإخوة الحريصين على نادي طويق، يثني بها على مقالي في هذه الجريدة (الزلفي.. في غمرة الفرح) والذي كتبته بمناسبة صعود نادي الزلفي، لمصاف أندية الدرجة الثانية، بعد جهود مضنية بذلها الخلّص من الإداريين واللاعبين وكافة المحبين لهذا النادي، وللأمانة فصاحب الرسالة، كان منصفاً، في طرحه، الذي مزجه بدغدغة مشاعري، كونه يدرك أني كنت في ريعان شبابي، أحد منسوبي «طويق» أفنيت عمري لاعباً في درجات كرة القدم الثلاث وفي مختلف ألعابه الأخرى، فمن هذا الجانب دخل الرجل الكريم على أخيه البسيط، صاحبنا، يطالبني باسم منسوبي نادي طويق، أن أكتب عن النادي بمستوى ما كتبته عن نادي مرخ، هكذا فهمت، ويدعوني لشحذ الهمم، للالتفات والالتفاف حول هذا النادي العتيق، ولا أدري هل هو يعلم بكتاباتي السابقة في هذه الجريدة عن نادي طويق أم لا؟ ولعل أقرب مذكور للتذكير فقط، مقالي في هذه الجريدة «طويق.. يا رعاية الشباب» والذي طالبت فيه من صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل، الالتفات لمقر هذا النادي، والذي أهملته رعاية الشباب، وبات ذووه، يصرّفون شئونه الرياضية بالكاد، وبالتي واللتية، وبجهود ذاتية بحتة، نعم وألف نعم، نادي طويق بعلقة بالزلفي، هو بأمس الحاجة لرسم خريطته من جديد، ليكون أو لا يكون، بدءاً من أهالي الزلفي، مواطنون ورجال أعمال، إذ ليس من مصلحة الرياضة بالزلفي «المحافظة» أن تنقرض وسيلة التنافس بين شبابها، نحن نشاهد ضراوة التنافس بين أندية المدينة الواحدة، وهذا المشهد هو الذي يخلق أجواء رياضية تنافسية سليمة، أما وأن أحد الأندية في الدرجة الثالثة والآخر في الثانية، فهذا أمر يدعو للقلق ونذير خطر، يفضي بانحدار الرياضة بالمحافظة، وكأني بنادي الزلفي يود من نادي طويق اللحاق به، لتحتدم المنافسة من جديد بين الناديين، كما عهدناها من قبل، ولن يتأتى ذلك من جانب طويق إلاّ أن يلتفت له أهله القريبون منه والبعيدون، بدعمه مادياً ومعنوياً وجلب أكفأ المدربين واللاعبين له، والابتعاد عن دواعي التفريق والتهميش لن يبذل عصارة جهده، فالنادي منهم ولهم، إن ارتقى فبسببهم وإن أخفق فبتهاونهم، كل شباب «علقة» يتوقون، بأن يروا نادي بلدتهم «طويق» يعود كما كان سابقاً، في الدرجة الأولى، لينافس جاره الجنوبي منافسة رياضية شريفة، يكون مردها الإيجابي للمحافظة، ومتأكد تماماً، بأنّ الناديين حريصان على تحقيق هذا المطلب، ويودان أن يتجسّد على أرض الواقع الزلفاوي، كتبت هذا المقال من أجل طويق، أناشد أتباعه ومحبيه، بأن يعودوا، لما كانوا من قبل معه وحوله ودعمه ومطالبة رعاية الشباب بأن تفتح ملف مقره المهمل، كما أطالب إدارته الحالية بأن تغلب مصلحة النادي فوق كل اعتبار، وتقدر من يقف معه في هذه الظروف الصعبة، التي خلقتها رعاية الشباب لا غير، بتجاهلها عنوة مقره، المهم من يصنع النادي هو اللاعب وإن كان المقر من الأسباب الرئيسة والمعينة للنهوض بألعابه، لا شك أن النفس تواقة لرؤية هذين الناديين الجارين، وهما في «درجة واحدة» يتنافسان التنافس الحار والشريف، الذي كنا نعهده في أزمان مضت، وأيضاً لا شك ولا ريب ولا تخريم ولا تطريز، أنّ إخواننا وجيراننا منسوبي نادي «الزلفي» يتمنّون منافسهم التقليدي «طويق» لو كان معهم في هذا الطريق، ليرسما معاً خارطة الرياضة في الزلفي من جديد، فحضور نادي طويق في المشهد الرياضي الزلفاوي، حضور لنادي الزلفي، وحضور هذا النادي حضور لجاره الآخر، وفي المقابل ليس من مصلحة مكتب رعاية الشباب بالزلفي، أن يقتصر إشرافه على ناديين، بعدما كان يشرف على أربعة، وهذا لعمري خلل وأي خلل، في تركيبة تبعية الرياضة لهذا المكتب، فمن المفترض أن يلتفت مكتب رعاية الشباب بالزلفي لظروف الأندية التابعة له، لا سيما طويق، فبروزه من بروزها، وإخفاقه من إخفاقها قولاً واحداً، بقي القول إنّ الدواعي لكتابة هذا المقال لا تعدو كونها، تصب في قالب المصلحة العامة للرياضة في محافظة الزلفي بشكل عام، وحث منسوبي طويق، بل أهالي الزلفي عامة، للوقوف بجانب طويق بالذات، للنهوض بمستواه، والتغلب على ظروفه، وكما في المثل الشعبي (ما يحك جلدك مثل ظفرك) فمالها إلاّ رجالها وأهل الزلفي لا يفرقون بين ناد وآخر، ولعلِّي أقولها واثقاً، لو كان الصاعد هذه الأيام للدرجة الثانية «طويق» لكانت المشاعر ذاتها متكررة من جميع الزلفاوية بما فيهم منسوبو ومحبو نادي الزلفي، لجارهم الشمالي نادي طويق، ولا غرو أن يقف الجار مع جاره في أفراحه وأتراحه، فهل يلحق «طويق»الزلفي «النادي» وتتحقق أمنيات شباب المحافظة؟ أم يظل الحال يراوح مكانه؟ ونقول «يا ليل ما أطولك».. ودمتم بخير.
dr-al-jwair@hotmail.com