بذاءة إعلام النظام السوري ليست وليدة اليوم، بل قاعدته الأساسية منذ تولى حزب البعث مقاليد الحكم في سوريا، واستتباب الأمور للطائفة الأسدية، ولم يكن الإعلام وحده هو البوق المسبح بكرة وعشية باسم حافظ أسد وعشيرته، بل هناك الكثير من رعاع القوم المنضويين تحت مظلة الإعلام ألأسدي وكتيبة إعلامه بصحافته ومحطاته الفضائية، التي عمت بأكاذيبها وافتراءاتها القاصي والداني، فيما هو وارد من لوي أعناق الحقائق وتجييرها لصالح النظام، كاللفظ السمج والشتم ومختلف السباب وما يلحق بها من تهم باطلة، أتت ببذاءة الألسنة المشحوذة كالأنصال التي دفع بها نظام دكتاتوري للساحة كمعركة إعلامية تبريرية موازية لتصرفاته الإجرامية. ومع ذلك فقد استنسخ له زعرنة إعلامية مماثلة في محطات فضائية في لبنان والعراق وإيران وبعض صحف بداخلها، قوامها اختلاق الأكاذيب والافتراءات كمساندة للنظام لجانب المساندات الأخرى كالأسلحة والمعدات العسكرية والبشرية الروسية والإيرانية وجوقة حزب حسن نصر الله.
إعلام النظام السوري، يمارس بذاءة إعلامية مخزية في حق الوطن والشعب السوري، في قلب الحقائق الدائرة على أرض الواقع، فكثيرا من جوقة النظام المنضويين تحت عباءته يتعسفون الحقيقة، ويحيلونها لانتصارات وهمية، وهو الشيء المؤكد فيما تحبره أقلامهم في صحفهم الحزبية، النازفة مدادها على صفحاتها وكأنها تغني بواد والشعب السوري بمجمل أحيائه وقتلاه والعالم بأسره في واد آخر، للتمويه عما يجري على مدار الساعة من حرب ضروس لإبادة الشعب السوري، متناسين أن الزمن تغير فعهدهم ليس عهد الستينات والسبعينات حينما كان النظام يمارس الإرهاب والقتل خفية في سجونه ومعتقلاته، بينما نحن في زمن التواصل الاجتماعي صوتاً وصورة، فالحقائق تنشر على الملأ كل لحظة. لذلك ما زال الإعلام السوري البائد، سائرا في غيه الأهوج ومساره التضليلي الأعوج، حتى أن وزير الإعلام السوري، يذكرني بأحمد سعيد، وهو يسقط مئات الطائرات للعدو الإسرائيلي من خلال مذياعه الكاذب، ويذكرني بسعيد الصحاف وزير إعلام صدام حسين. وإذا ما عدنا لتغابي وتعامي رأس النظام بشار، عن الحقيقة ففي مقابلته مع صحيفة (الصنداي تايمزر) وقد سأله الصحفي عن الطفل السوري المقطع، رد قائلا وهل الطفل هو سوري؟ وكأن مجازر النظام اليومية ليست بمجازر للشعب السوري.. فهو لا يرى أن هناك شعبا سوريا يستحق العيش بدون حكمه وعلى مقولة (أحكمكم أو أقتلكم) فكان ديدنه وعصابته الإجرامية القتل والدمار، على وقع الإعلام السوري الراقص على جثث المقتولين والمشوهين والمشردين، وقد اعتنق النظام سياسة التطهير، أليس هو من قال: بأن الربيع العربي كفقاعة صابون ستختفي، ووصفه للثوار السوريين بالدمى ومن ثم الجراثيم التي يجب تطهيرها، فمن يا ترى الجراثيم التي يجب تطهيرها؟ أليس هو النظام الفاشي وجوقة إعلام الشوفينيه الأسدية السادرة في غيها وتعاميها عن الحقيقة، الحقيقة الواضحة للملأ في أصقاع الدنيا والشاهد على هول ما يجري في سوريا بأنه تعديا على حرية وكرامة الإنسان وقد وصفت منظمات إنسانية حقوقية بأن ما يحدث بسوريا هي جرائم حرب أي تطهيرا عرقيا يقوم به النظام السوري، ذلك على مسمع ومرأى من العالم بأسره، بوجود هيئة أممية وجامعة عربية لا يرتجى منهما غير التلطيف والتسويف، في زمن الحرائق التي تجتاح الوطن العربي!!
bushait.m.h.l@hotmail.com