ما عاد ينبت قصيد.. وماتت أعشاب
والقلب ما عاد تاسعه المحاني
يغيب هذا الفضا.. وتسكر أبواب
والصمت يتبعني بصمت وأعاني
من غبت عني وكل الناس غِيّاب
بعدك ولا فيهم اللي ما نساني
بعدك وأنا ما بقى لي حي ما غاب
ولا بقى حرف ينطق به لساني
من غبت.. كل البلد بعيوني تراب
أحجار.. لو كان سمّوها مباني
من غبت.. والقلب يركض لك ولا شاب
يضوي لك أقمار.. وأحلام.. وأماني
من علمك تقفل الدنيا ورا الباب؟!
ما غير طيفك غرسته في مكاني
كنّك تسمّرت واقف بين الأهداب
طيفك معي.. لإتجاهاتك خذاني
دورت لك في خبايا ربع وأصحاب
في بحّة الناي.. في حزن الأغاني
في ضحكة أمي.. وفي همسات الأقراب
في كل حزن الصحاري والمواني
طيّرت لك من حمايم روحي.. أسراب
حطّن.. ولا فيهن اللي ما بكاني
لك سيرة الغيم.. والصحرا لك كتاب
لك سحر يملا الوجود إحساس ثاني
كل المداين لشوفك ترخي أرقاب
ودروبها كلها تبكي عشاني
يا غايب ارجع جفوني ربع وأحباب
والشعر ملّ الكتابة والمعاني
ما عاد باقي بقلبي نبض ما ذاب
لله در انتظارك.. والثواني
لله در الغلا لو ينبت أعشاب
يمديك تعشب وتزهر بالمحاني