|
كتب - أحمد العجلان:
نجح الزملاء في قناة الكأس القطرية بتقديم عمل مهني غير عادي باستضافة النجم الأرجنتيني الكبير ليونيل ميسي، حيث كانت السلاسة حاضرة في الحوار، وكذلك الترويج للقاء كان في قمة المهنية.. حضور ميسي مع الزميل العزيز خالد جاسم كان بمقابل مادي يقدر بعشرة ملايين ريال وفقاً لما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام ولا شك بأن هذا المبلغ كبير جدا على مقابلة تمتد لساعة أو ساعتين في نظر المتلقي العادي ولكن من يفهم في بواطن الإعلام فإن قيمة الحوار مع نجم بقامة ميسي يستحق هذا المبلغ، بل وأكثر فمن المتوقع وفقاً للفاهمين في التسويق أن البرنامج سيحقق بعدا تسويقيا إستراتيجيا غير عادي يجلب له وللقناة رعاة وإعلانات تفوق العشرة ملايين ريال، بل وأضعافا لأن البرنامج والقناة استطاعوا أن يحضروا أسطورة الكرة الحديثة ميسي الذي حقق جائزة أفضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية كان آخرها السنة الماضية.. كل ما سبق ماذا لو أنه تم عبر شاشة القناة الرياضية السعودية وهنا لن أكتب بمبدأ الدفاع عن القناة بقدر ما أنني أناقش فكرة سادت في الآونة الأخيرة وهي تعاطي بعض الجماهير والكتاب بسطحية مع الأمور فلازلت أتذكر الهولندي رايكارد عندما تجاهل الكثير من الجماهير والكتاب القيمة الفنية التي من الممكن أن يضيفها ليتحدثوا عن مرتبه العالي ليجعلوا الرجل آنذاك يعيش تحت ضغط غير عادي فعندما يهدر اللاعب ركلة جزاء أو تتسبب أخطاء مدافع في هدف على مرمى الأخضر الكل يتناول مرتب الهولندي فرانك.. ميسي لو حضر للقناة السعودية مقابل عشرة ملايين فإنه سيحضر معه الإعلانات وكذلك بعدا إستراتيجيا غير عادي للرياضية السعودية وأيضا سيكون شيئا يضاف للسيرة الذاتية للقناة بأن استضافت نجم العالم في عز حضوره الفني والجماهيري، كما أنه سيجعل أسم القناة يتردد بين كافة وكالات الأنباء التي ستنقل عن الرياضية حديثه.. ولكن سنترك كل هذا وسنناقش العشرة ملايين ريال لماذا تدفع لهذا الأجنبي وماذا لو أنها قدمت للشباب وساهمت في حل إشكالاتهم وكأننا نختزل مشاكل المجتمع في عشرة ملايين ستحل كافة المشاكل ونتجاهل ما سنجنيه من مثل هذه المقابلة.. المتناقض في الأمر بأن استضافة قناة الكأس لميسي حظي بإشادة الجميع هنا ومباشرة تم عمل المقارنات مع الرياضية السعودية التي وفقا لكثير من الآراء يجب عليها أن تتعلم من الكأس في المهنية والقدرة على استضافة النجوم ولكن لو تم إحضار ليونيل لحول الأمر نحو مبلغ حضوره وتقليل من قيمة العمل بطريقة تكسير المجاديف وجلد الذات وهي الظاهرة التي تفشت مؤخراً في الوسط الرياضي والمجتمع بشكل عام.. أرجوكم يا جماعة قليلاً من المنطق ودعونا نترك أسلوب محاربة الناجح أو من يسير على طريقة النجاح حتى يفشل، بل سجلوا أسلوباً جيداً بمنح الفرصة لمن هم في طريق النجاح حتى يكتمل نجاحهم.. وذلك لكي نكرر تجارب الناجحين من حولنا مثل قناة الكأس وغيرها.. أكرر إعجابي بالعمل الذي قدمته قناة الكأس من خلال المجلس مع الزميل خالد جاسم باستضافة النجم الأول لكرة القدم في العالم ميسي.