ذكرت إحصائية صادرة عن الجمعية الدولية للجراحة التجميلية، أن السعودية قد احتلت المرتبة الأولى “عربيًا” في عمليات التجميل!
وهذه الإحصائية ليست حكراً على النساء، بل للرجال نصيب منها. وإذا ما استثنينا الحالات التي تدعوها الحاجة الملحة لمثل هذه العمليات، ودخلنا إلى مرحلة (الهوس) نجد أن الوضع تحول إلى حالة مرضيّة، تحت عنوان: عدم الرضا بالشكل الذي خلقه الله -سبحانه وتعالى- وهذه المضاعفات النفسية، بحسب حديثي مع عدد من الأطباء والمتخصصين، تظل مستمرة، فمن يصل إلى حد (الهوس) لن يرضى عن شكله بعد عملية التجميل الأولى، ولا الثانية، لذا تتحول الحالة إلى إدمان، تحده من كل الجوانب عدم الثقة بالنفس، والشعور دومًا بالنقص بين الآخرين.
واستشهد دومًا في هذا الموضوع، الذي يكون قدوته في الغالب الفنانات والممثلات، بتلك المغنية التي أفصحت في أحد لقاءاتها التلفزيونية عن حكاية خضوها لعمليات تجميل عديدة، في حين أنها قبل هذه العمليات ظهرت على الشاشة وهي في قمة جمالها الشكلي، ثم دخلت إلى دائرة عمليات التجميل، وهذه الدائرة لا يُمكن أن يخرج منها الإنسان سليمًا، وأشبهها في مخيلتي بالإدمان على المخدرات وتدرجاته، الذي يبدأ بسيجارة حشيش ويعتقد متعاطيها أنها لن تُغير حياته، ولن تجعله شخصًا (مدمنًا) في يوم من الأيام، ويعتقد أن (الهيروين) والمواد المخدرة الثقيلة هي التي توصله إلى مرحلة الإدمان، مع أن هذه السيجارة كفيلة بجعله -مدمنًا- طيلة حياته، لأنه سيبحث عن التأثير الأكبر يومًا بعد يوم. نفس الأمر يسري على عمليات التجميل، فيبدأ من يفكر بها بتغيير بسيط في الأنف أو الجفون أو الفم، معتقدًا أنها عملية بسيطة وستجعله يبدو أجمل، إلا أن عدم قناعته بهذا الشكل خصوصًا إن لم يكن مؤثرًا بشكل بشع، أو غير مقبول تمامًا، وإنما التفكير بتعديلات جراحية بسيطة، هي بالنهاية ستوصله إلى دائرة الإدمان، وعدم رضاه عن شكله الأول، سيلحق به عدم الرضا عن الشكل الثاني، وهكذا!
أيضًا لا حظت عند طرحي لهذه القضية على صفحتي بتويتر، وجود لبس لدى -بعضهم- ما بين عمليات التجميل الجراحية، والعناية بالمظهر، وهذه الثانية هي أمر مطلوب سواء للمرأة أو الرجل، والعناية بالبشرة والحفاظ عليها، والتجمل سواء بواسطة أدوات التجميل في المنزل أو بصوالين التجميل، وهذا أمر مطلوب ويحتاج إلى إشاعته كثقافة بين الناس، فلا يعيب المرأة أن تهتم بنفسها وشكلها، ولا يعيب الرجل الاهتمام ببشرته والحفاظ على شبابها، لأن البشرة مثل الأسنان، إن لم يتم الاهتمام بها في سن مبكرة، ستشيخ وتهرم قبل عمرها، كما يحدث تمامًا مع الأسنان المهملة والتي لا يتم تنظيفها وتفريشها بشكل دقيق وجيد.
في حقيقة الأمر، إن ظهور هذه الإحصائية في كوننا نحتل أول دولة عربية في عمليات التجميل، هي إحصائية مخيفة، ليس لأنني أرفض هذه العمليات، بل لأن الثقة بالنفس -على ما يبدو- أنها مسألة باتت على شفا حفرة!
www.salmogren.net