أيهما تُفضّل نموذج دبي أم سنغافورة؟ (موضوع مقالة للدكتور جاسر الحربش في الجزيرة) شخصيا أفضل النموذج السعودي. هل هناك نموذج سعودي؟ إجابة على هذا السؤال، نعم عند ما نقارن دبي كمدينة والتي تقدر مساحتها بحوالي 4000 كيلومتر مربع أو سنغافورة كمدينة والتي تقدر مساحتها بحوالي 725 كيلومتر مربع فمدينة الجبيل الصناعية التي تقدر مساحتها بحوالي 1100 كيلو متر مربع نموذج سعودي للصناعة بكافة أنواعها. هل المقارنة في الصناعة أم في كافة نواحي التنمية؟ بالتأكيد شموليته التنمية هو الهدف النهائي لن يتحقق هذا الهدف ما لم تكن هناك خطة إستراتيجية بعيدة الأجل واضحة المعالم على الأقل لمدة خمس عشرة سنة قادمة لكافة مدن المملكة. بدون خطة لنْ نحقق أي نموذج. الحمد لله مملكتنا الغالية تملك الطاقات البشرية والخبرة والمعرفة في مجال التخطيط الإستراتجي. ترى كيف بدأ نموذج دبي أم سنغافورة؟ هل بدأ من فراغ أم هي صدفة؟ بالتأكيد بدأ بوجود خطة إستراتيجية تتطلع لتحقيق أهدافها بخطى واضحة المعالم. حين نملك خطة إستراتيجية للنموذج السعودي ربما تكون موجودة.

الخطة الإستراتيجية قراءة للمستقبل بكل أبعاده ومن جميع النواحي التنموية وخصصنا الأموال لتحقيق تلك الخطة. النموذج السعودي يختلف عن جميع النماذج حيث سوف يستفيد من أخطاء ومشاكل تلك النماذج وسوف يكون الأبرز وسوف نبدأ من حيث انتهى الآخرون والأهم ومن الطبيعي أن يركز على النموذج الاقتصادي والاجتماعي والصناعي وبقية النماذج التي تتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي. النموذج السعودي نموذج كبير ولا يمكن مقارنته بدبي وسنغافورة لعدة أسباب أهمها أن مملكتنا تتألف من ثلاث عشرة منطقة، المملكة مترامية الأطراف ولا يمكن مقارنتها بمدن كدبي أو سنغافورة حيث ترى الأشياء قربية منك. ولعلي هنا أورد بعض نماذج التنمية في مملكتنا والتي منها المدن الصناعية والجامعات ومحطات التحلية ورأس الخير ووعد الشمال ومركز الملك عبدالله المالي والذي يهدف تجميع المؤسسات التي تقدم خدمات مالية في إطار واحد، إنه نموذج ليس عربي بل عالمي. أتطلع أن تكون في كل منطقة من مناطق المملكة نماذج مختلفة يحتذى بها في العالم.