كنت قد أكَّدت في زاوية الخميس الماضي، على أن العمل الإعلامي، إن لم يكن ملتصقاً بالهم اليومي المُعاش للمواطن، فإنه سيدور في حلقة مفرغة. وهذه الحلقة قد تكون انتهازية، يوظّفها صاحب العمل لمصلحته الشخصية، أو استطلاعية لمصلحة الذين صنعوا العمل لكي يختبروا القياسات الاجتماعية.
وأنا هنا، لا أنتقد الانتهازيين أو الاستطلاعيين، فمستحيل أن يخلو الإعلام من هذه الأشكال، ولكنني أؤكّد أن النجاح الإعلامي المهني، وليس المادي أو الاستطلاعي، لن يتحقق إلا إذا تمكَّن من مد الجسر الحقيقي بينه وبين الناس، مستخدماً أفضل التقنيات.
القراء والمشاهدون والمستمعون اليوم، لديهم خيارات عديدة، فإذا لم تعجبهم الأعمال المحلية، تحولوا للعربية أو العالمية، أو لبرامج اليوتيوب الجريئة.
لا أحد اليوم قادر على الاحتيال على الناس، فهم يمتلكون بدائلَ أفضل وأكثر كفاءة على طرح همومهم.
إنني بهذه المناسبة، أبارك لصلاح الغيدان، ولفريق عمله المميز في قناة لاين سبورت، حصولهم على الجائزة الوطنية للإعلاميين، في نسختها الأولى، كأفضل برنامج حواري تلفزيوني. وفي رأيي أن اختيار اللجنة لهذا البرنامج، هو مؤشر على مهنيتها، فهي لم تنجرف وراء الصراخ، بل انحازت لبرنامج ظلّ يحفر في الصخر بكل هدوء، ويستقطب احترام الجميع بمهنيته وجرأته ووطنيته وأخلاقياته.
شكراً للجنة التي احترمت عقولنا، ومبروك لبقية الفرسان، جريدة الشرق وجريدة الرياضي وإذاعة صوت الإسلام وعاصم الغامدي مراسل قناة الجزيرة وأحمد حسني مذيع قناة بانوراما.