قبل أسبوع من موعد الجائزة الوطنية للإعلاميين، وصلتني رسالة عزيزة من مديرها النشط الأخ فهد السمحان للحضور إلى جدة، كان التوقيت حرج، حيث يقام قبل أقل من 24 ساعة من موعدها، جائزة الصحافة العربية التي ينظمها نادي دبي للصحافة لسنوات، وتأتي بعد يومين حافلين في ملتقى الإعلام العربي السنوي بدبي وبحضور حشد إعلامي هائل، حيث نتطلع للمناسبة السنوية للقاء بزملاء وزميلات قادمين من أنحاء الإعلام العربي.
لكن “جائزة وطنية للإعلاميين”، وفي جدة، وتعقد لأول مرة تستحق الحضور والتشجيع، فالفكرة تحمل إغراء كبيرا، والحاجة لها متفق عليها، والساحة الإعلامية المحلية تحتاج لمبادرات تمنحها بعض الحيوية والحياة خارج التقليد وهذا الجمود!
في دبي، حضرت اليوم الأول للملتقى، اليوم الثاني حضرت الجلسات ثم اتجهت للمطار للمشاركة في الحفل المقرر للجائزة، كنت حريصا على أن أكون في صف الإعلاميين السعوديين في جدة، رغم أن حضورهم لدبي كان كبيرا، وكبيرا جداً.
وصلنا جدة، وبعد أن فرشت الجائزة سجادتها الحمراء، وبصحبة زوجتي الإعلامية “هبة جمال”، كنا آخر الضيوف تقريباً، فقد نسي المنظمون بعض الضيوف في الفندق، ولو مبادرتي بالاتصال على القيادات الإدارية في الجائزة لكنت قضيت الليلة في غرفة الفندق المطل على أعمال التشييد للجزء الأخير من كورنيش جدة الجديد. وذلك رغم أن المنظمين كانوا قد طلبوا أن أقدم إحدى الجوائز لفئة لم يكشف عنها إلا على المسرح!
كانت بداية اعتيادية للحفل يشوبها بعض الفوضى - الغير خلاقة بالطبع -، كان المقدمون ولجنة التحكيم والمعلنون للجوائز (يسبحون) على مسرح الحفل، وكل المصورين في القاعة (قفاهم) للضيوف كبارهم وصغارهم.
انطلقت لحظة الحقيقة، حيث جائز (الخبر الصحفي)، وكان الأدق أن تسمى جائزة (السبق الصحفي)، إلا أن هذا التصحيح الشكلي ليس مهما، فالخبر المرشح للفوز من الأول للخامس هي أخبار من جريدة واحدة، حدث أن كانت الزميلة جريدة الشرق الوليدة!
لم ينافسها في الحضور الصحفي إلا جريدة الرياضي الشابة برئيس تحريرها، وحسب معلوماتي الدقيقة فإن ثلاث صحف فقط شاركت، وإضافة للصحيفتين أعلاه، نضيف جريدة (الشرق الاوسط)، التي لم تفز بشيء يذكر، بل لم تتأهل!
ولسبب - يفترض ان ينطبق على كل ما قبله -، حجبت جائزة الكاريكاتير والعلاقات العامة وخدمة المجتمع، والتقارير الإذاعية، نتيجة ضعف المواد المقدمة وعدم ارتقائها إلى مستوى الجائزة..!
الجائزة تقول إن سبب الحضور الضعيف، هو عدم حماس المؤسسات لها، وقد يكون ذلك حقيقي فالزميل رئيس تحرير جريدة اليوم الأستاذ محمد الوعيل عضوا في لجنة التحكيم إلا أن جريدته لم تتقدم بأي عمل!
إلا أن أمانة الجائزة كان أمامها واجبا مهما يتعلق بنقص حاد في إقامة اتصال مباشر وزيارات لوسائل الإعلام لتشرح لهم الجائزة وأبعادها، ناهيك أنها انطلقت مغلقة، بمعنى أن يقتصر ترشيح الأعمال عبر المؤسسات الإعلامية، إلا أن الكثير من المؤسسات الإعلامية لا يهمها أن تتولى تعبئة استمارة الترشيح والمناولة والإرسال بالنيابة عن موظفيها!
ولست متأكد إن كانت هيئة الإذاعة والتلفزيون لم تتقدم - هي أيضاً- بترشيح أعمال عن قنواتها السعودية المحلية التابعة للوزارة؟!
إلا أن المفاجأة التالية كان في فوز قناة الجزيرة (القطرية) بجائزة التقارير التلفزيوينة، ورغم الاحترام المتبادل مع الزملاء في الدوحة، وسعادتي بتلقيهم التكريم مني، إلا أنني لم أفهم علاقة (الدوحة) بجائزة وطنية للإعلاميين!، وهو ما عبر عنه زملاء آخرون علانية وبسخرية واضحة أمام الوزارة والجائزة.
فكرة الجائزة ومشروعها مهم، ونأمل أن تستمر وتتطور - رغم بعض الإخفاقات الظاهرة بالدورة الأولى -، وبعد أن تتخلص من (الشخصي) في آلياتها وفي لجنة تحكيمها، وتلك قصة أخرى!