لم يكن حديث العلامة الشيعي اللبناني السيد علي الأمين قبل أيام، بأن حديث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن الدفاع عن مقام السيدة زينب في دمشق، هو: “استغلال لجانب ديني في مشروع سياسي،
وكان من المفترض، أن نسمع صوت المرجعية الشيعية في العراق، إزاء سفك الدماء في الحويجة، والأنبار”، سوى تعبير حقيقي لتحول الطائفية التي تحمل رايتها إيران، من كونها موروثا دينيا إلى قوة سياسية، وإن كانت أساليبها ناعمة، إلا أنها مدمرة على المدى البعيد . وهو ما يجعلني أفصّل في أهداف إيران إلى: أهداف ثابتة بعيدة المدى، وأهداف مرحلية مرتبطة بالتطورات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية.
أيضا، فإن من دلالات تلك الشهادة للسيد الأمين -في تقديري- استعادة الهيمنة الفارسية على المنطقة، والذي يعتبر هدفا أساسا، ولن يكون ذلك إلا بتحريك الورقة الطائفية عبر نشر التشيع، وإثارة النعرات المذهبية، والفوضى الأمنية، والاضطرابات السياسية.
بل ثبت أن إيران، لا تريد من وراء تدخلها سوى خدمة مصالحها، وألا تكون الدول المجاورة لها مستقرة.
وتأمّل على سبيل المثال : كيف أن النجف، وكربلاء في العراق، تحولتا إلى شبه قطعة من إيران، بعد مواجهتهما لغزو عسكري سافر، لا يعترف بسيادة وطنية للدولة العراقية، أو علاقات طبيعية متبادلة بين البلدين.
تريد إيران أن تتمدد استعماريا أكثر مما تتحمل قدراتها، وإحياء الإمبراطورية الفارسية، الذي يتخذ من نظرية ولاية الفقيه مبدأ لتصدير الثورة الخمينية إلى العالمين العربي الإسلامي تحت غطاء إسلامي، وبالتالي تكون حدود دولة “ الهلال الفارسي “، ممتدة طرفها الشمالي إلى العراق، وسوريا، ولبنان، وطرفها الجنوبي إلى الخليج العربي، والسعودية، واليمن.
لا يشك عاقل أن إيران طرف فاعل ومحرض للصراعات المذهبية في سوريا، والعراق، ولبنان، بل وتريدها مسارح لتحقيق خططها، وهو ما أفرز فرض الأمر الواقع من أعمال قتل، وتخريب، وانتهاك لآدمية الإنسان، أي: إحداث خلخلة في البنيان الداخلي لمجتمعات، ودول المحيط العربي.
وما يجري من أحداث ساخنة في المنطقة، هو امتداد لخطوط الحركة الإيرانية، وساحة لهجوم معاكس لاستعادة ما سلبته إيران، والله المستعان.
drsasq@gmail.comباحث في السياسة الشرعية