كأنه أمامي - رحمه الله - بضحكته وبساطته وصدق مودته!.
لقد أفزعني عندما وصلني خبر رحيل الرجل الفاضل الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الخريف وأنا في مكة المكرمة أمام بيت الله الحرام فوجمت وتألمت وصمتّ دقائق ولم أملك إلا أن رفعت دعوة صادقة له وأنا في رحاب البيت بأن يغفر له ويرحمه وأن يجمعنا به والغالين علينا في جنة المأوى.
---
أستعيد وأنا أكتب هذا المقال الرثائي لقائي الخير ونحن بالطائرة قبل حوالي عشرين يوماً، سلمنا على بعضنا ونحن بالفضاء وتحدثنا قليلاً ووعدته بزيارة بالأرض في منزله بالرياض، ولم أدر أن تسليمي عليه كان وداعاً، وأن قضاء الله لم يقدر هذا اللقاء وأسأل الله أن يكون لقاؤنا في منزله بالجنة.
---
هذا الرجل كل من عرفه أحبه فهو لم يغرّه مال، ولم يغتر بجاه.
كان بسيطاً متواضعاً صادقاً ولهذا كان له هذا الحب بالحياة والدعاء الصادق بعد الممات.
لقد كانت سعادته أن يستقبل الناس في دارته وكان أكثر ما يكون فرحاً عندما يدعو الأحباب والأصدقاء فيأنس بهم ويأنسون به.
---
لقد كان باذلاً للخير بصمت !.
لا أزال أذكر ذات ليلة عندما التقينا بدارته على شرف معالي د.حمد المانع وزير الصحة السابق وروى د.المانع أن هذا الرجل الكريم تبرع بأرض كبيرة لبناء مستشفى بالرياض - جعل الله ذلك له من الباقيات الصالحات - ويضيف د. المانع أن المتبرع الكريم طلب منه أن يكافئه بدخول منزله.. إنه باذل للخير وكريم مع الناس.
---
لقد كان ذا قلب رحيم، فقد تعاطف مع مرضى الكلى وأعرف بعض تبرعاته وبذله لخدمة مرضى الكلى سواء بشراء أجهزة غسيل أو تهيئة مراكز، وقد حدثني صديق مرضى الكلى الشيخ عبدالرحمن بن صالح الشثري عن بذله الكثير بسبيل مرضى الكلى دون أن يعلن ذلك أو ينشر عنه ابتغاء وجه الله.
---
كم يشعر المرء بالشجن برحيل الأخيار الباذلين الذين وظفوا ما أفاء الله به عليهم للإسهام بتنمية وطنهم، وفي مجالات الخير للمرضى والمحتاجين.. وقد كان هذا الراحل الشيخ عبدالرحمن الخريف أحد هؤلاء الباذلين بسخاء وصمت معاً.
---
إنني أدعو في ختام هذا المقال أبناءه الأعزاء عبدالله وعبدالعزيز وإبراهيم وإخوانه الأكارم حمد وسعد ومحمد وكريماته العزيزات وأسرته أن يبقوا عطاءه للخير مستمراً ليظل ذلك صدقة جارية له وبخاصة أنه رحل غفر الله له فجأة وربما لم يترك وصية لكن أثق أن أسرته الكريمة ستوظف بعض ما أفاء الله به عليه في حياته لأعمال الخير لتكون سنابل عطاء بعد مماته ثمرتها أجر ورفع لدرجاته عند خالقه.
رحم الله الشيخ عبدالرحمن الخريف وأسكنه فسيح جناته، وربط على قلوب أسرته وكافة محبيه الكُثر.
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi