بقلم - دوري كلارك:
في سياق البحوث المرتبطة بكتابي الجديد، وعنوانه، «إعادة ابتكار ذاتك» Reinventing You، أصبحتُ أكنّ احتراماً حديث العهد لمزايا الاتصالات العشوائية. وليس من الضروري أن يكون الاتصال الهاتفي بغرباء منهجية بيع دنيئة. وبدلاً من ذلك، قد يكون ببساطة طريقة للتواصل مع شخص قد لا يتسنى لك النفاذ إليه بطريقة أخرى.
بعد تمضية فترة زمنية في إدارة شركة تصميم غرافيكي والعمل مع وكالة «ناسا»، رأت إليزابيت أميني أنها غير متأكدة من الوجهة المهنية التي ستسلكها. وكانت مهتمة بمجالات مختلفة عدّة، ولكنها افتقرت إلى معارف تقرع بابهم لإجراء مقابلات معهم بهدف جمع المعلومات. وأدركت أنه عليها أن تلجأ إلى الإبداع في مجال الاتصالات العشوائية.
ما إن ترصد الأشخاص الذين ترغب في مقابلتهم، يتمثل أول ما عليك فعله بترك بصمة معيّنة، فيزيد الاحتمال بأن يصغي الناس إليك. وتنهمر الطلبات على رؤساء الشركات. وبالتالي، قرّرت إليزابيت الانطلاق مع من هو أقل مرتبةً بقليل، فحدّثت رئيس عمليات الشركة. والواقع أن هدفها لم يكمن في مقابلة مع رئيس العمليات، وهو أمر كان مستبعداً. بل كان جلّ ما تريده هو ترك انطباع: «يمكنكم القول، أعرف أن رئيس العمليات قد لا يكون أنسب شخص أتحدّث إليه، ولكن من هو بنظرك أفضل عامل مبيعات، أو الشخص الذي تعتبره نجماً في مجال التسويق؟ وبعد ذلك، يمكنك القول إن مكتب رئيس العمليات أوصى به، وبالتالي، لن يسعه أن يخذلك».
إلى ذلك، من المهم فهم قيود الوقت التي يعانيها الناس. وليست بالفكرة الجيدة أن تطلب من شخص غريب 30 إلى 60 دقيقة من وقته. وبدلاً من ذلك، تسأل إليزابيت، «هل يمكن تحديد موعد لاتصال هاتفي مدته 10 دقائق؟ أو إن لم تكن منشغلاً، سيسعدني أن أصطحبك للغداء».
ومن المهم إظهار اهتمام صادق. لذلك، قم مسبقاً ببحث واسع النطاق حول الشخص الذي ستقابله. وتابعت إليزابيت قائلة، «إن كتب أحدهم كتاباً، اقرأه، لأنه ما من ناس يكتبون لهؤلاء الأشخاص ويقولون، «لقد قرأت كتابكم». ومن ثم قولوا للشخص المعني، «لقد أذهلني كذا وكذا، وأود أن أطرح بعض الأسئلة عن السبب الذي جعلك ناجحاً إلى هذا الحد».
والملفت أن المقابلات الهادفة لاستسقاء المعلومات، التي أجرتها إليزابيت بتوجيه من الاتصالات العشوائية، منحتها أفكاراً لا تزال تحمل أصداء في مسيرتها المهنية الجديدة، وتقوم على إدارة شركة ناشئة في مجال الألعاب عبر الإنترنت، بالاستناد إلى بحوث عالية التقنية حول الدماغ. وقالت، «ستحصل في نهاية المطاف على كل هذه الدروس العشوائية الهامة، حتى لو كان المجال الذي يعمل فيه الشخص لا يعنيك على الإطلاق».
- دوري كلارك مستشار في مجال الاستراتيجيات تعاون مع عملاء من بينهم «غوغل»، و»جامعة ييل»، و»ناشيونال بارك سرفيس». وهو مؤلف كتاب بعنوان «إعادة ابتكار ذاتك: حدد علامتك التجارية، وتصوّر مستقبلك» Reinventing You: Define Your Brand, Imagine Your Future.