في عام (1992) كانت ظروف فريق الهلال فنياً سيئة وكانت الجماهير محبطة والإدارة الهلالية برئاسة المؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد- رحمه الله- في ورطة بعد النتائج السلبية في المسابقات المحلية وكانت على الأبواب المشاركة الآسيوية (الأولى) للهلال فانتفض رجاله الأوفياء وشكلوا لجنة للإشراف على الفريق في تلك البطولة و(أيد وبارك) هذه الخطوة العاشق الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله ووضع يده في أيديهم لأن همه الوحيد وشغله الشاغل مصلحة الهلال..
ووسط تلك الأجواء الساخنة الهلالية أصر وقاتل المحب والمتيم الأمير عبدالله بن سعد- رحمه الله- على التعاقد مع المدرب البرازيلي (سيدنهو) وغادرت بعثة الهلال إلى دولة قطر برئاسة الأمير خالد بن محمد وسط ترقب وتخوف من نتائج وهزائم تاريخية قد يتلقاها الفريق خاصة انه سيواجه الاستقلال الإيراني وهو بطل النسخة الماضية وفريق بيونج يانج الكوري الشمالي الغامض والمجهول.. بدأت البطولة وتصدر الهلال مجموعته ووصل للمباراة النهائية بدون هزيمة وواجه فريق الاستقلال مرة أخرى وهو يبحث عن رد اعتباره بعد خسارته من الهلال في المباراة الأولى فسجل الفريق الإيراني هدفه الأول ولكن (بالروح والإصرار) عادل الهلاليون النتيجة واتجهت المباراة إلى ضربات الترجيح والتي أنصفت الهلال وما قدمه من مستوى فني ابهر الآسيويين وروح وعطاء أذهل المتابعين وتوج الهلال بعدها بطلاً للبطولة الآسيوية الـ(11) لأبطال الدوري لأول مرة في تاريخه وانطلق بعد ذلك إلى الإبحار في أمواجها.وأجاد الغوص في أعماقها حتى صبغها (باللون الأزرق) الجذاب وتزعمها بست بطولات آسيوية تزين سجلاته وانجازاته.. هذه ليست قصة خيالية بل هي واقعة حقيقة سطرها رجال الزعيم الملكي في غرس وتنمية (ثقافة الإيثار) وتغليب (مصلحة الكيان) وتقديم درس عملي في عدم (التمسك بالمناصب) وإلقاء محاضرة علمية وعملية في أهمية (العمل بروح الجماعة) من خلال إتاحة الفرصة للهلاليين المخلصين والغيورين على سمعة الهلال للعمل في ناديهم حتى روضوا الصعاب وحققوا المحال.. الآن وكأن التاريخ يعيد نفسه فالهلال يمر بنفس الظروف وربما أسوأ فهل لدى رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد القدرة والاستطاعة على (التضحية والإيثار) ويعيد تجربة شيخ الرياضيين الشيخ عبدالرحمن بن سعيد أسكنه الله الجنة الخالدة بعد أن (عجز) عن إعادة وضع الفريق إلى وضعه الطبيعي وأثبت خلال عامين (عدم قدرته) على انتشال الفريق من (أزماته) الإدارية والفنية المتكررة والمتراكمة والمشجع الهلالي قد (نفد صبره) ومل جميع التبريرات المملة والمحبطة ويسمح ويعطي (أبناء الهلال) الأوفياء والمخلصين الفرصة لخدمة ناديهم ويتم استشارتهم بدلاً من (الاخوياء) الذين تحولوا إلى مستشارين فنيين خاصة أن أمور الهلال أصبحت في انحدار مستمر وتقزيم متكرر وغير مبرر من رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد لكيان الهلال!!
نقاط سريعة:
- في حالات متكررة في البطولة الآسيوية يصاب لاعبو الهلال بالإحباط بعد تسجيل هدف في مرماهم ويظهر عليهم الارتباك وهذا بزعمي لأن الهلال يفتقد للقائد الحقيقي داخل الملعب الذي يعيد لهم روحهم ويستعيد تركيزهم.
- مباراة الهلال الإياب أمام لخويا القادمة تتطلب تركيزا وعدم اندفاع لأن فارق الهدف ليس صعبا وبإمكان لاعبي الهلال تداركه إذا هم استعادوا شيئاً من مستوياتهم وروحهم.
- مجاملة اللاعب البرازيلي ويسلي وإشراكه أساسيا على حساب لاعبين أكثر انضباطية وحماسا أضاعت على الهلال مباريات عديدة، فاللاعب أصبح عالة على الفريق ويفسد طريقة لاعبي بعض الهلال في مزاحمتهم على مراكزهم!!.
- يبدو أن الإعلام الأهلاوي استوعب الدرس جيداً ولم يدخلوا في سجال إعلامي مع الشبابيين لأنهم يعلمون أنهم سيخسرون المعركة في ظل وجود رجل ذكي ومحنك إعلامياً وهو رئيس نادي الشباب الأستاذ خالد البلطان!!.
- فشل الحكم خليل جلال في نهائي البطولة العربية هي نتيجة حتمية للمجاملات التي تدار بها لجنة الحكام والتي أدت إلى إخفاق الحكم السعودي حتى عربياً!
- من يستحق الدعم والزيارة وتشجيع التجربة هو نادي الفتح على العمل النموذجي الذي قدمه خلال خمس سنوات قضاها في دوري الكبار.
suliman2002s@windowslive.com -- saljuilan@hotmail.comللتواصل عبر التويتر: SulimanAljuilan