بناءً على نتيجة لقاء الأربعاء الماضي بين الهلال وضيفه لخويا.. سيذهب المتشائمون بعيداً في تشاؤمهم، يرافقهم في رحلتهم التشاؤمية جمهور المسيار مرددين لزماتهم البائسة المعروفة غبطة وانتشاء بخسارة زعيم القارة؟!.
ونسي هؤلاء بأن الأيام دول.. يوم لك ويوم عليك.. وأن التعويض ما زال ممكناً، فلا مستحيل في أعراف كرة القدم.. فقط على مسيري الفريق الأزرق إدراك هذه الحقيقة بأبعادها وشروطها ومتطلباتها دون إفراط أو تفريط.. وألاّ يركنوا لليأس والتسليم بأن الأمور قد حُسمت لمجرد أن الفريق قد خسر لقاء الذهاب بهدف وحيد في يوم كروي لم يكن من أيام الزعيم.
وعلى نجومه أن يعلموا بأن البذل بسخاء هو المهر الوحيد الذي يمكن تقديمه للظفر بالنتيجة وتحقيق الهدف.. وبالتالي فإن عليهم ألاّ يدّخروا وسعاً في تقديم كلما يمتلكونه من طاقات، وتسخيركلما يختزنونه من قدرات، وتوظيفها كما يجب على اعتبار أن لقاء الإياب لا يحتمل التفريط وإهدار الفرص أو السماح للهجوم المنافس يأخذ راحته في تشكيل الخطورة على مرماهم، ولا سيما أن اللقاء هو ذروة سنام موسمهم وآخر منعطفاته.
بالتوفيق - إن شاء الله - لفرقنا الثلاثة في مهمتها القارية.
ليس من سمع كمن رأى
قد لا يعلم الكثير من القراء الأفاضل بأن العبد الفقير إلى عفو ربه يعيش منذ عشرات السنين وسط المحيط المتلاطم والمكوِّن لأطياف هائلة من السحنات التي تتقن فنون التلون وتبديل المواقف وارتداء الأقنعة بطرق انسيابية وسلسة، وبأريحية مذهلة تغار منها أعتى الشياطين !!.
* فبحكم العمل وارتباطاته، وما ينتج عن ذلك بالضرورة من واجبات خاصة.. فقد شاركتهم مجالسهم ومناسباتهم، في مكاتبهم وغيرها من الأماكن دون علمهم - في غالب الأحيان - بأن جليسهم من ذوي الارتباط والحس الصحافي الرياضي القادر على الفرز، وعلى التعبير.. ساعدني زهدي في أضواء الشهرة وبريقها على عدم معرفتهم بي.
* وبما أن (الكورة) عادة ما تستحوذ على نصيب الأسد من الوقت والجدل والاهتمام خلال تلك التجمعات.. فقد رأيت وسمعت (والله) من ساقط القول بحق الهلال تحديداً التي تتجاوز محيط الرياضة إلى سواها من المحاذير والخطوط الحمراء، ما يندى له الجبين؟!.
* لذلك لا يفاجئني ظهور مخرجات تلك التجمعات في مناسبات معينة ومحددة، مرتدية قناع الفضيلة وهي تذرف دموع التماسيح كما حدث على خلفية لقاء الهلال والاتحاد الأخير.. نعم لا تفاجئني لأنني أعرف مسبقاً وعن كثب إتقان وقدرة تلك السحنات على التلون الحربائي، وعلى القفز وإلصاق بلاويها ونقائصها بالآخرين لأنها نشأت وترعرعت على هكذا زاد؟!!.
* دخلت ذات مرة - صدفة - إلى أحد المواقع الإلكترونية المصبوغة باللونين الأسود والأصفر ويا لهول ما رأيت وقرأت.. موضوع طويل عريض مكتوب بلغة ركيكة مكسّرة تحت مستوى الهابط شكلاً وموضوعاً، يقول بالحرف: إن نادي الهلال العربي السعودي (........) وأن منسوبيه ومريديه (........).. قلت في نفسي ربما يكون هذا (الفاجر) أحد العناصر المدسوسة وأنني لا بد سأجد في سياق الموضوع (العار) من المتابعين الشرفاء من يلجمه، ويقول له: لقد بلغت الدرك الأسفل من الانحطاط الأخلاقي والعقدي والاجتماعي، وأخرجت شريحة عريضة من المجتمع السعودي المسلم عن ملّتهم.. ولكن يا للمصيبة !!!.
* وجدت بأن المئات من المتصفحين المتفاعلين مع الموضوع وصاحبه يعيدون ويزيدون على ما قاله، ويهيلون عليه المزيد من عبارات التمجيد والثناء.. بل ويضيفون عليه الكثير من فنونهم وثقافاتهم وهم في كامل الغبطة والرضا، ولم أجد بينهم من ينتصر لإخوة له في الملّة بقول كلمة حق قد تنجيه من مغبّة الولوغ في إناء تجريد هذا الكم الهائل من المسلمين من عقيدتهم هكذا بكل بساطة، ومن أجل ماذا؟!.
* القصد: جمهور الهلال ليس بمعزل عما يجري.. فهو يقرأ ما يُنشر في الصحافة الموجهة ضده، والتي تبني وجودها على ما تصدره من قُبح وإساءات بحق الهلال وجمهوره ونجومه.. وهو يطلع على ما تتداوله المواقع الإلكترونية من عينة الموقع الذي ذكرت آنفاً.. وهو يستمع إلى ما تفرغه المدرجات المناوئة من قذف وشتم طال الكبير والصغير من منسوبي الهلال.. يعني باختصار: جمهور الهلال أحد مكونات النسيج الاجتماعي وبالتالي فهو يتأثر بما يوجه ضده من إساءات علنية وقفت جهات الاختصاص حيالها موقف المتفرج.. هذا جانب.
* الجانب الآخر.. أي منطق هذا الذي يطالب هذه الجماهير بأن تكون ملائكة أو شبه ملائكة فلا تقابل الإساءات التي تطالها ولو ببعض من ردة الفعل، وأن عليها أن تستمر في ابتلاع الإساءات والإهانات دون أي اعتراض؟!!.
* كل ما تقدم لا يعني القبول بأي خروج عن نطاق الآداب من أي مدرج أو (مفرخة) لإنتاج الفتن والشحناء، ومن أي نوع أو جهة.
fm3456@hotmail.com