رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته..
كان الشيخ صالح الحصين - رحمه الله - مثالاً حسناً وقدوةً صالحة في الأخلاق والتواضع والعفاف والعلم والأدب. عملت معه عندما كان رئيساً لهيئة التأديب بمرتبة وزير في عهد الملك فيصل -رحمه الله- كان يتعامل مع الموظفين والمراجعين بكل تواضع واحترام، وكان محبوباً لدى كل من عرفه وتعامل معه، وكان متواضعاً جم التواضع لا تهمه المظاهر والزخارف المزيفة (كما يحلو لبعض المسئولين أن يتظاهروا بها)، وإذا لم يجد سائق سيارته في يوم من الأيام خرج بأي سيارة يجدها حتى لو كانت قديمة أو بسيارة ما يسمى (ونيت)، وعند إقامة الصلاة في مقر العمل يقدم من حوله وإذا اعتذر أحد تقدم هو، أما إذا وجد أحد المصلين منفرداً بالصف الخلفي رجع بنفسه ليقف بجواره.
ومن المواقف التي كانت معي، قابلته ذات يوم في مطار الرياض يريد السفر إلى جدة هو وعائلته، وكان معه تذكرة بالدرجة الأولى وعائلته في الدرجة السياحية فطلب مني تذكرتي السياحية وأعطاني تذكرته بالدرجة الأولى (ليجلس مع الدبريك - كما قال) يعني عائلته.
وكان -رحمه الله- أديباً عالماً واسع الاطلاع والمعرفة، ويتميز بالأسلوب الرفيع في التحرير والكتابة يتخلله شعور بالإقناع والمنطق- وكان -رحمه الله- عفّ اليد واللسان، يحب الإنصاف والعدل، وكان لا يبخل بجاهه ووجاهته عن أحد يطلب منه الشفاعة الحسنة في أمر من الأمور التي تنفع ولا تضر بأحد.
هذه لمحة من مناقبه الواسعة الجمة (للذكرى والموعظة) أردت بها الدعوة له بالمغفرة والرضوان- ولأهله وأولاده بالصبر والسلوان.