إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا شيخنا لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، إنا لله وإنا إليه راجعون.
عرفت الشيخ رحمه الله منذ عقود، واجتمعت به سفراً وحضراً داخل البلاد وخارجها، وعملت معه داخل مجلس أمناء مؤسسة الوقف الذي كان يرأسه رحمه الله لمدة تزيد على عشر سنوات، كما كان موجهاً لي حينما كنت مشرفاً على مجلة الأسرة منذ عام 1418هـ حيث كان يشرفني بملاحظاته واقتراحاته دوماً بعبارات مغلفة بالحكمة والرفق والأدب.
وقد تحدث الكثير عن تواضعه وزهده وورعه وعبادته وسعة فكره وعلمه وخدمته لبلاده ومجتمعه وعن أعماله الخيرية، ولن أتحدث أيضاً عن مشاركته في الجمعيات الخيرية المنتشرة داخل البلاد وخارجها وعضويتها فيها واحتسابه السفر إليها، وإنما حديثي عن رعايته لطلاب العلم وتخريج الدعاة, فقد كان رحمه الله مربياً قبل أن يكون معلماً، وكان مفكراً قبل أن يكون متكلماً، وقدوة في أفعاله قبل أقواله محسن الظن بالناس ناصحاً لهم.
وكان يحوط طلبة العلم برعايته ويحرص عليهم على اختلاف بلادهم، ويستمع إليهم ويدعم البرامج التي تعتني بهم ويرى أن الأولى رعاية هؤلاء ليكونوا دعاة في بلدانهم خير من إرسال الدعاة من جنسيات أخرى أو من بلادنا وهو ما يسمى بتوطين الدعوة وهذا من حكمته وفقهه وبعد نظره.
وإنني أقترح إنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسمه وتكون صدقة جارية له تكفل طلبة العلم وتعتني بهم وتهيئهم لحمل العلم دعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، كما تقدم المؤسسة خدمات تربوية ودورات علمية لطلاب المنح في منهج يحمل رسالة الإسلام السمحة للعالم.
أسأل الله أن يجبر مصاب الأمة في فقده ويسد الثلمة ويتغمده بواسع رحمته وأن يجمعنا وإياه في أعلى جناته..
- المشرف على كرسي الأمير سلطان للدراسات الإسلامية المعاصرة