|
المدينة المنورة - مروان قصاص:
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامَّة للسياحة والآثار أن الهيئة باشرت في إنشاء عشرين متحفًا محليًّا وإقليميًّا ومتخصصًا في مختلف مناطق المملكة في عملية تطوير كبيرة وغير مسبوقة للمتاحف بالمملكة.
وبيَّن سموه في كلمته التي افتتح بها الملتقى الثاني لأصحاب المتاحف الخاصَّة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة ظهر أمس السبت بفندق المريديان في المدينة المنورة أن منظومة المتاحف الجديدة هي جزء من عملية تطوير شاملة للتراث الوطني في المملكة تحظى برعاية ودعم واهتمام من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، وفي إطار برنامج وطني شامل ورائد على مستوى المنطقة لإعادة استكشاف التراث الوطني وترميمه وتطويره وعرضه والتعريف به وجعله جزءًا من حياة المواطن والاقتصاد الوطني المحلي.
وقال: «نعتز بشراكتنا مع أصحاب المتاحف الخاصَّة في تطوير هذا المسار الثقافي المهم، ونحن نسير ضمن عدد من المسارات المتوازية لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين ودعم سمو سيدي ولي العهد -حفظهما الله- لتعزيز البعد الحضاري للمملكة ليكون التراث الوطني أمرًا معاشًا في حياتنا وليس فقط في بطون الكتب»
وأضاف «للمتاحف الخاصَّة دورٌ أساسيٌّ ومهمٌ في تحقيق المشروع الريادي الوطني الكبير في استعادة البعد الحضاري للمملكة، ولذلك نستشعر عصرًا جديدًا للمتاحف الخاصَّة يقوم على ربط المواطنين بتراثهم وتاريخهم، وربط هذه المتاحف بالمسارات السياحيَّة وبالتجربة السياحيَّة المتكاملة، إضافة إلى مشاركة المتاحف الخاصَّة في برنامج العناية بمواقع التاريخ الإسلامي الذي اعتمدته الهيئة وبدأت في تنفيذه، ويتَضمَّن من بين مشروعاته متحف معركة أحد ومعركة بدر وغيرهما، ومواقع التاريخ الإسلامي هي فرصة للدَّعوة للإسلام والتعريف بعقيدته الصافية والتثقيف بهذا التاريخ العظيم فهي مواقع توعية وإرشاد وتثقيف وتعليم، وهي فرصة في ظلِّ ما تشهده المدينة المنورة من مشروعات عملاقة لتوسعة الحرم أن تتزامن معها مشروعات العناية بمواقع التاريخ الإسلامي وتطويرها والاستفادة منها بما يحقِّق النَّفع منها من دون أيّ ضرر للعقيدة، وقد تجاوزنا مرحلة التشكيك في التَّعامل مع هذه المواقع الأثرية إلى العمل على الاستفادة منها بما يخدم ديننا، ونحن أمام تحدٍّ كبيرٍ حيث نريد أن المسلم إذا جاء بلادنا يعيش الإسلام الحقيقي والتاريخ الحقيقي». ولفت سموه إلى أنَّه كُلَّما زادت تحضر الأمم زادت عنايتها بتراثها، مشيرًا إلى أن المواطنين متضامنون في الحفاظ على تراثهم والحضارات التي مرَّت على أرضهم وتوجها الإسلام الذي نشر الهدى في أصقاع الأرض». وأعرب عن تقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد على موافقته على إقامة الملتقى وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان على حرصه على الملتقى ومتابعة الترتيبات المُتَعَلِّقة به. وحذَّر سموه من الاستهانة بالتراث الوطني للمملكة من خلال تهريب أو بيع الآثار، مؤكِّدًا أن خادم الجرمين الشريفين وجّهه بتطبيق النظام على كلٍّ شخص كائنًا من كان يقوم بتهريب أو بيع الآثار. ونوّه سموه بانعقاد هذا الملتقى في المدينة المنورة في إطار فعاليات اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2013 وبما تحتله المدينة من مكانة في القلوب، وما تتميز به من مكانة تاريخية، وما تزخر به من مواقع تراثية ذات قيمة عالية، ومن ضمنها المتاحف التي من أبرزها متحف مدائن صالح ومتحف العلا، والإعداد لمشروعات متحفية جديدة مثل متحف سكة الحديد بالمدينة المنورة ومتحف دار القرآن، إضافة إلى المتاحف الخاصَّة التي تصل إلى 17 متحفًا خاصًا. وأكَّد سمه على أن المشروعات التطويرية للمتاحف التي تقوم بها الهيئة، من حيث العروض المتحفية والتجهيزات والمباني، وإبقاء الآثار في مناطقها، ستجعل المملكة من الدول المُتطوِّرة في هذا المجال، معربًا عن تطلعه في أن يواكب تلك الجهود تعاون وتفاعل من المواطنين من خلال الاهتمام بالثَّقافة المتحفية، وتعويد النَّشء والأسر على زيارة المتاحف والتّعرُّف على تاريخ مناطقهم والاعتزاز بالبعد الحضاري لبلادهم الذي تجسده هذه الآثار. ولفت سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى أن الهيئة تعمل على جملة من الحزم التي تساعد على تطوير المتاحف الخاصَّة وزيادة تدفقات الزوار عليها، مشيرًا إلى أن الهيئة عملت على دعم وتشجيع أصحاب المتاحف الخاصَّة من خلال الترخيص لأكثر من 130 متحفًا خاصًا انطبّقت عليها معايير التصنيف، حيث تقوم الهيئة بمنح أصحاب المتاحف الخاصَّة تراخيص لممارسة مهامهم تحت مظلتها من دون أيّ رسوم، وذلك لحين صدور مشروع نظام الآثار والمتاحف الجديد الذي يتَضمَّن تنظيم العمل بهذه المتاحف وضوابط ترخيصها وتقديم الدَّعم لها، كما تعمل الهيئة على رفع مستوى المتاحف الخاصَّة ليتناسب مع معايير الجودة التي تنتهجها الهيئة في كلِّ قطاعاتها، ودعا الأمير سلطان بن سلمان أصحاب المتاحف الخاصَّة في المملكة إلى الاستفادة من البرامج التمويليَّة التي تقدمها هيئة السياحة بالتعاون مع البنك السعودي للتسليف والادخار، التي تصل إلى سبعة ملايين ريال للمشروع، وذلك لتمويل كل ما شأنه دعم الآثار والتراث العمراني الوطني وتطويرها. وعبَّر سموه عن تقديره لأصحاب المتاحف الخاصَّة على مبادرتهم بالحفاظ على تراث مناطقهم دون أيّ هدف مادي، مشيرًا إلى أنَّه حرص على أن يزور في جولاته في المناطق ما تتاح له زيارته من متاحف خاصة. وقال: «قمتم بحماية الآثار بالرغم من أن هذا العمل لا يدرّ عليكم أموالاً ولا دخلاً ماديًّا، وخصصتم أجزاء من بيوتكم، كل ذلك في سبيل تمسككم وحبكم لهذا التراث، وهذا الشيء لا بد أن يكون مقدرًا من الدولة، وهو إن شاء الله محل تقدير من قبل أمراء مناطقكم». وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامَّة للسياحة والآثار قد افتتح مع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، ظهر يوم السبت الملتقى الثاني لأصحاب المتاحف الخاصَّة الذي تنظمه الهيئة بفندق المرديان في منطقة الدينة المنورة، ويستمرّ لمدة يومين، وذلك بالتزامن مع احتفال المملكة باليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق يوم 18 مايو من كل عام وضمن فعاليات اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م.
ويهدف الملتقى في دورته الثانية إلى تبادل الخبرات والتجارب بين أصحاب المتاحف الخاصَّة، والتّعرُّف عن قُرْب على توجُّهات الهيئة تجاه تطوير المتاحف الخاصَّة وتقديم الدَّعم اللازم لها، وإثراء تجارب أصحاب المتاحف الخاصَّة فيما يتعلّق بالمحافظة على القطع التراثية والأساليب المثلى لعرضها، وإبراز أهمية المتاحف الخاصَّة ودورها في بث الوعي بأهمية التراث ونشر الثَّقافة المتحفية بين أفراد المجتمع.