أشك أن قِدر الضغط لم يصنع إلا للسعوديين فقط! حيث يأتي هذا القِدر من أولويات المطبخ السعودي، بل إنك لتجد السيدات السعوديات يتحدثن بنشوة عن أحجام وأشكال قدور الضغط وأهميتها ودورها في إعداد الوجبات المعروفة، حتى يكاد يكون هو (الشيف) وهو المتحكم بطعم الأكل وجودته!!

ويبدو أن الثقافة الضغطية انتقلت للشباب حيث صاروا يصطحبونه معهم في الحل والسفر، سواء في عزبة الاستراحة أو تجهيزات البر والصيد والوناسة! مما دعا بعض القنوات الفضائية لعرض دعايات يومية لأنواع وأشكال القدور ذات التقنية المتقدمة في الفتح والإغلاق واللون والعمق والاتساع!!

وهذه الثقافة هي من قادت أحد الشباب السعوديين لحمل قدرضغط معه داخل حقيبته أثناء سفره للولايات المتحدة الأمريكية. ولست أدري هل فات عليه ما أحدثه قدر الضغط للأخوين البوسنيين حينما استخدماه للتفجير إبان سباق المارثون في بوسطن؟ أم أن باعث الهوس في قدرالضغط كان أقوى من جميع الحوادث!

إن ما فعله الشاب السعودي ينم عن جهل أو تجاهل للوضع الحساس الذي تعيشه أمريكا بعد التفجيرات الأخيرة في بوسطن مما أحدث لديها ردة فعل قاسية لكل ما يثيرالشك والريبة!

والحق أن التصرف الذي قام به الشاب استفزازي للحكومة الأمريكية وإن كان عن جهل، ولاسيما أن جميع أنواع القدور موجودة هناك، وليست نادرة كي يجلبها معه، فضلاً عن أنها ليست بذات الأهمية حتى يضع نفسه في موقف المساءلة!

وكان جديراً بإدارات مطارات الدول عامة وبلادنا خاصة الانتباه لذلك وتنبيه المسافرين أو منعهم من أخذ قدور الضغط معهم، وينبغي على سفارات بلدنا وضع قائمة بالممنوعات كيلا يتعرض أبناؤنا للشك والاستجواب.

وبعيداً عن قدور الضغط، وقريباً مما يتعرض له الشباب المبتعثون من ضغوط وورطات ومساءلات ومحاكمات بسبب مخالفاتهم لأنظمة الدول التي يسافرون إليها؛ ينبغي التأكيد عليهم بعدم مخالفة القوانين التي قد يكونون اعتادوا عليها واستمرأوا ممارستها في بلادهم سواء الأنظمة المرورية أو حقوق الإنسان كالعنف مع الخدم أو التلفظ بألفاظ سيئة أو توزيع منشورات مخالفة حتى لو كانت دعوة للدخول في الإسلام، ويحسن بهم التركيز على الهدف الذي جاءوا من أجله، والاهتمام بالعلم والمواظبة على الدراسة ليعودوا وقد أمضوا أقل وقت وأدنى تكاليف اقتصادية، وهم أكثر وعياً مع سمعة طيبة وأخلاق راقية، يقودهم الحماس ويحملهم الحنين لبلادهم ليعودوا إليها ويساهموا في بنائها حضارياً ويحققوا الهدف الذي ابتعثوا من أجله!