استمعت إلى تقرير نشرته إحدى المحطات الأمريكية عن سوريا، وقد استضاف البرنامج مجموعة من الأطباء الأمريكيين المتطوعين في سوريا لمساعدة السوريين، وقد تحدث أحد الأطباء عن كثير من الصعوبات التي واجهوها هناك، فالنظام السوري، والمعارضة كلاهما يعاقب كل من يساعد خصمه، حتى ولو كان الخصم مصاباً بين الحياة والموت!، وحتى لو كانت امرأة حاملاً، أو طفلاً رضيعاً، ولذا فقد تحدث الطبيب عن المتطوعين من الأطباء، والذين يضطرون لفتح عيادات في أقبية المنازل، وكان لافتاً أنه تحدث عن عيادة طبية متنقلة أقيمت في غار بأحد الجبال !، كما تحدث، هو وزميله عن حالة لطفل مصاب، ولم يستطع إكمال الحديث، وذلك لبشاعة المشهد، وربما لا يعرف كثير منا عن مثل هذه المساعدات التي تعتبر جزءاً أصيلاً من الثقافة الغربية، وقد كتبت قبلاً عن الأعمال الخيرية التي يقوم بها البليونير الأمريكي وارن بافيت، ورفاقه مثل بيل قيتس، وغيرهم في معظم البلدان الفقيرة حول العالم، دون النظر إلى العرق، أو الجنس، أو اللون، أو الدين.
وفي مقابل ذلك يجب علينا أن نعترف بأن لدينا مشكلة في مفهوم العمل الخيري، وقد قرأنا في تويتر تلك الدعوات التي كان وراءها للأسف بعض الوعاظ، والتي كانت تحض على مساعدة اللاجئين، لا من خلال دعمهم بالمال، والطعام، والمساعدات الطبية، كما فعل الأطباء الأمريكيون الذين تحدثت عنهم، ولكن من خلال ما اسماه أحدهم «زواج المستار!»، أي أن تتزوج لأجل أن تستر على المرأة، وقد سبق ذلك تلك الرحلات التي يقوم بها البعض للبلاد الفقيرة بغرض العمل الخيري كما يزعمون، ومن ثم الإقامة خلال فترة الإجازة، والزواج المؤقت من خلال ما أسموه زواج «المسفار!»، ولا زلنا نقرأ عن دعوات الجهاد التي يطلقها بعض القعدة، مع أنهم لم يحدثوا أنفسهم يوماً بالجهاد، لا بالنفس، ولا بالمال، ولا بأي شيء آخر، ومن المؤلم حقاً أن يتم نشر تقريرين، أحدهما يتحدث عن «أطباء أمريكيين غير مسلمين» تجشموا الصعاب لمداواة جروح السوريين في الداخل السوري، والآخر يتحدث عن مغامرات «عرب أقحاح ومسلمين»، فماذا عسانا أن نقول؟!.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2