كلنا نحب تلفزيوننا السعودي العزيز بجميع قنواته، ونتمنى أن تصبح شاشاته هي الأنصع والأكثر مشاهدة، وإن كان المثل يقول (انفخ يا شريم قال ما من برطم)؟!

من الحسنات التي تُحسب لأستاذنا وحبيبنا (رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون) خطوات التطوير التي يتم اتخاذها، وخصوصاً أن (أبا ياسر) رجل حصيف، وخبير قدير بأروقة التلفزيون وقنواته، ولكن ما شدني في تصريحه الأخير حول مسلسل (البيت بيت أبونا) هو شرهة (معاليه) على منتج العمل والمحطات التي ستعرضه، بعد استبعاد القناة الأولى من العرض قائلاً إن هذا (يتنافى مع أدبيات التعامل الإعلامي بين القنوات)!

لا شك أنها لغة (جديدة)، وشفافة، لوضع المشاهد السعودي في تطورات الأمور باكراً، ومعرفة ما يجري حول خارطة برامج ومسلسلات شهر رمضان المبارك، وهي خطوة على الطريق الصحيح لاحترام المشاهد، (كشريك رئيس) في وضع خارطة البرامج ومعرفة ظروفها!

ولكن المحزن أن تكون هذه (الشرهة) والعتب صادرة من (التلفزيون السعودي) الذي تفوق إمكاناته المادية والبشرية وتسهيلاته وقدراته إمكانات الشركة المنفذة والتلفزيون المنتج وقنوات العرض الأول (مجتمعة)، التي قيل إنها طلبت عدم عرض المسلسل على القناة الأولى!

السؤال: لماذا يسمح التلفزيون السعودي للآخرين بالتحكم في خارطة برامجه ومسلسلاته الرمضانية، من خلال السماح بعرض بعضها أو عدمه؟!

من وضع تلفزيوننا في هذا (الموقف المحرج)، وغير المقبول؟!

لماذا لا يكون تلفزيوننا السعودي هو (المنتج) لمثل هذه الأعمال القوية؟! ليصبح في مكانه (الطبيعي) تبعاً لإمكاناته المتفوقة خليجياً وعربياً؟!

إذا أردنا النهوض فعلاً فيجب أن ننظر إلى المواسم المقبلة مبكراً، وندخل كمنافسين في (مطبخ) تجهيز الكعك، بدلاً من الانتظار عند شباك تقطيعه وتوزيعه؟!

هناك تجارب (ناجحة) قريبة جداً منا لتلفزيونات (خليجية)، تحولت من الهامش إلى المنصة بفضل (إنتاج) برامج وأعمال فنية عربية، جعلتها ناصعة وهدفاً للمشاهد والمعلن!

من المخجل أن (التلفزيون تلفزيون أبونا) وهناك من يحاول التحكم فيما نعرض، بسبب ندرة الإنتاج؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.