247 مطعماً حتى الآن تم إغلاقها في الرياض، في الحملة المكثفة التي قامت بها أمانة العاصمة..
«يا للهول» أيعقل أن يكون هذا العدد من المطابخ التي تغذِّي الناس مخالفة لشروط السلامة، بل الأمانة, بل مخافة الله..؟!
ترى كم من الآلام التي اعترت بطون الناس، والغثيان الذي حلّ بهم, والتسمُّم الذي أرداهم للمصحّات, كانت سببه وجبات غذائية قدمتها لهم هذه المطاعم حين قصدوها..؟
وقبلاً باع المتاجرون بصحة الناس وجبات من الأسماك الفاسدة.. وقدموها لهم على طاولات أشهر المطاعم، وباعة الأسماك..!
هذا العدد جد كبير، بل صادم في سلوك المتاجرين بعافية الناس، مقابل ما حصدوه من مال ثمناً لوجبات غير آمنة..
نذهب بعيداً بعض الخطوات لنقارن بين ما تم من مخالفات لشروط الأغذية الصالحة للاستخدام، بأخرى غير صالحة للاستخدام الآدمي كما نص ّالخبر «الجزيرة ع 14841 الجمعة 17-7-1434» في المطاعم التي تتعهّد الصحة الفردية، إلى بقية المتاجر التي تتعهّد بقية مستلزمات الناس.., لابد أن ندرك أنّ الجشع قد استفحل بالتجار، واستشرت الروح الانتهازية التي تنهش في الأفراد بوسائل أولها الغلاء, مع رخص الخامات, والاعتماد على استيراد ما لا يتناسب منها مع القيم الشرائية من قِبل الناس..
فإن كان هذا العدد 247 مطعماً هو حصاد أيام ثلاثة فقط في حملة أمانة الرياض في أنحاء العاصمة، فكم ستكون بعد شهر مثلاً..؟
وما الذي سيسفر عنه إن تمّت حملات مماثلة على البقالات، والمحلات التجارية، بل الصيدليات أيضاً حين يحدث أن تجد بين بعض الأدوية ما هو منته في صلاحية الاستخدام، أو مختلف في السعر عنه في أخرى.., أو باهظ الثمن، و فيها ما هو ضمن قائمة الأغذية كالعسل، وبسكويت الأطفال، واللبان,.. والنظافة، والتجميل..؟!..
تلك تخرّصات نجمت عن عدم الثقة التي انبعثت في الصدور، بعد 247 مطعماً للغذاء بل للأدواء..
الأمر الذي يبعث السؤال عن العدد نفسه الذي يقف وراءها من الناس, وفي صدورهم جشع، وفي أمانتهم طعن، وفي رخاوتهم ظلم..
ترى ما الذي ستفعله الدنيا بغرورها المتنامي في صدورهم، وفي صدور كل من يلهث للثراء على حساب الأمانة، والقيم، والأخلاق قوام الإيمان، بمثل هذا العبث المستشري بصحة الناس..؟
يحق أن تمتد اليد لتحيي الرجال في أمانة العاصمة، وتشد أزرهم..
فلا تتوانوا.. لا تتوانوا بوركتم..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855