يتردد خلال الآونة الآخيرة انتشار فيروس يدعى «كورونا « الذي أعلن عن إصابة بعض الحالات به في منطقة الأحساء وقد قامت السلطات السعودية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمحاصرة هذا الفيروس إلا أن حصيلة المصابين تواصل ارتفاعها فقد وصلت إلى 26
شخصا منهم 16 شخصا أعلنت وفاتهم من خلال الإصابة بهذا الفيروس، فيما بلغ عدد المصابين حول العالم 34 حالة إلى الآن، وقد قامت وزارة الصحة مؤخرا ًبإغلاق قسم للطوارئ في مستشفى خاص بالأحساء لتعقيمه وتطهيره بعد أن اكتشف 13 حالة توفي منهم 9 والباقي لازال تحت الملاحظة.
فيروس مرض كورونا هو أحدث جيل من فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) والذي تم اكتشافه مؤخراً في السعودية وتؤكد منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة في السعودية أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة طبيعة هذا الفيروس، وتحديد كل شيء عنه، أين يعيش؟ طريقة انتقاله؟ كيفية القضاء عليه؟ التحولات التي يمكن أن يتحول إليها وغيرها، وتنحصر المعلومات التي ذكرتها الوكالة الدولية (أن مرض كورونا يسببه فيروس ينتمي إلى ما يُعرف بمجموعة فيروسات كورونا (corona viruses)، وهي العائلة التي ينتمي إليها فيروس سارس (SARs) ولكن هناك اختلاف بين كورونا وسارس. مع العلم أن مرض السارس اجتاح العالم بعد أن بدأ في آسيا عام 2003 وأسفر عن وفاة 775 شخصاً بينهم 9 حالات على الأقل في السعودية، وتؤكد الإصابة بفيروس كورونا لدى الكثيرين إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي. وقد لوحظ أن أكثر الذين تعرضوا للإصابة حتى وقتنا هذا هم من الرجال المسنين، وغالبيتهم يعانون بعض الاضطرابات الصحية؛ ولكن ليس هناك تأكيدات نهائية حول ما إذا كان هذا النسق في الإصابات سيتغير أم لا).
أما أعراض مرض هذا الفيروس فتتمثل في وجود التهاب رئوي حاد، حيث يسبب الفيروس عدوى في الجزء السفلي من الجهاز التنفسي.، وسعال يصيب المريض نتيجة التهاب الرئة وحمى وارتفاع في درجة الحرارة، في حين تم التأكيد أن معظم الحالات التي أصيبت حتى الآن لديها أمراض مزمنة تؤدي إلى ضعف المناعة لدى المريض.
أما عن طريقة انتقال الفيروس فتشير المصادر الطبية أن ذلك يمكن أن يكون من خلال الاحتكاك المباشر، والاتصال الشخصي لفترة طويلة، كأن يكونوا يعيشون في مكان واحد. وقد يؤكد هذه الفرضية الإصابات التي وقعت ضمن أسرة سعودية واحدة، أصيب منهم 4 أشخاص ومع ذلك، تؤكد العديد من الجهات، كمنظمة الصحة، ووزارة الصحة، والطبيب الذي اكتشف المرض، أنه ربما لا توجد مخاطركبيرة من انتشار فيروس كورونا بشكل كبير بين المجتمعات، وفي المقابل وفي تصريح لوكالة رويتر العام الماضي أفاد الدكتور علي محمد زكي الذي كان يعمل في أحد المستشفيات بجدة وقام باكتشاف الفيروس (إن فيروس كورونا سيتسبب في وباء على الأرجح في مرحلة ما لكن ليس بالضرورة أن يكون في صورته الحالية. مشيراً إلى أنه ورغم اكتشاف أول حالة في مستشفى بجدة، إلا أن أحداً في المستشفى لم يصب بعدوى. ويضيف بالقول: «حسبما يحدث حاليا يبدو ان انتقاله سيصبح اسهل تدريجياً». لكنه قال إن الاطباء والسلطات في وضع افضل للتعامل مع التفشي عما كانوا عليه عند تفشي سارز لأن الفيروس الجديد جرى التعرف عليه في مرحلة مبكرة نسبيا. وأضاف «لدينا الآن الفيروس قبل حدوث الوباء.. وأعتقد انه سيحدث.. ولدينا أدوات لتشخيصه». ويشدد عالم الفيروسات على ضرورة أخذ الحيطة والحذر بشكل كبير، ويقول: إن السلطات يجب أن تستعد للأسوأ.
لقد أصبحنا نسمع خلال السنوات القليلة الماضية عددا من الفيروسات المختلفة والتي عادة ما يتم الإعلان عنها مطلع كل فصل صيف مثل ماحدث في فيروس إنفلونزا الطيور، وأعتقد أننا في حاجة ماسة إلى توضيح رسمي دائم ومتواصل من قبل الجهات المعنية عن مستجدات هذا الفيروس وآثاره ومدى انتشاره وماهي الاحتياطات اللازم أخذها لتفادي الإصابة به خصوصاً ونحن نسمع يومياً عددا من الحالات التي تصاب به وأخرى تموت بسببه.