أحد الزملاء العرب!! ذكر وهو في زيارته لدبي خلال فعاليات منتدى الإعلام العربي الأسبوع الماضي، أنّ الدول ويقصد الحكومات العربية، يجب أن تقاطع دبي وتكتب على جوازات أبناء وطنهم «ممنوع دخول الإمارات العربية المتحدة»، وذلك لأنّ السخط

والانتقاد يزداد على بلدانهم وعلى أوضاع الحياة والتنظيم والتطوُّر والسياحة والترفيه التي يفتقدونها في بلدانهم. وتابع الزميل إنّ قرار المنع ليس بسب علاقات سياسية مع دولة الإمارات، لأن الإمارات العربية المتحدة لها علاقات متميزة مع جميع الدول العربية، وليس لأنها مناطق متوترة سياسياً، فالإمارات دولة مستقرة والأمن فيها مستتب، ولكن بسبب التوتر النفسي الذي يشعر به الفرد والأسرة العربية عندما يزورون دبي أو أبوظبي أو ربما الشارقة، فهم يشعرون أنّ هناك الكثير مما يفتقدونه في بلدانهم..

ولاشك أنّ كل فرد من أفراد الشعوب العربية، وقد التقيت بالكثير من جنسيات مختلفة، يجمعون على تميُّز وريادة دبي كمنتج سياحي عالمي بطله الشيخ محمد بن راشد وجنوده أبناء وبنات دبي ومعظمهم من الشباب الإماراتي الذي يتمتع بالحيوية والنشاط والديناميكية والأخلاق، واستطاع هذا الفريق أن يطير بدبي إلى آفاق غير متوقعة وشكّلت إحدى معجزات تاريخ العرب المعاصر. ولهذا كما يضيف الصديق ان تعرض الناس لدبي يجعلهم مفرطين في الحساسية تجاه مجتمعاتهم، وسيكون من الخير لأبناء وبنات هذه الشعوب أن يتجنّبوا التعرُّض لمثل هذه الحساسيات التي تشكِّل ضغطاً نفسياً على كل من يمر في دبي ويتعرّض لملامحها ووجهها الحضاري وعقليتها المستنيرة، وتأتي دبي كوجه مقارنة مع باقي المدن العربية الكبرى..

خلال فعاليات منتدى الإعلام العربي قدمت الزميلة الأستاذة مني المري جلسة غير مسبوقة في تاريخ المنتدى عن «فكر دبي» think dubai، وهي جلسة أحلام عن مستقبل دبي بعد عشر سنوات، كانت عبارة عن عصف ذهني على شكل مجموعات يصل عدد أفرادها أكثر من ثلاثمائة شخص من مختلف الأقطار العربية ومن كافة التخصصات الإعلامية، والهدف هو الوصول إلى إبداعات مستقبلية عن دبي كمركز العالم، كما يستشرفها أهل دبي وأهلها من أبناء وبنات العالم العربي.. وقد كانت الأحلام كبيرة من مدينة فضاء إلى طريق البرودوي كما هو عالم المسرح العالمي في نيويورك كما اقترحته الزميلة الدكتورة بدرية البشر، إلى فكرة طيران مجاني إلى دبي من أي مكان في العالم يتم تعويضه من الصرف على المنتجات السياحية في دبي..

وقد اعترفت مني المري أنّ عين دبي ستكون على الصين لاستقطاب نسبة من السياح الصينيين الذين يزيدون عن مائة مليون سائح، ودبي تحاول من الآن للتجهيز لهؤلاء بما فيها تأسيس معاهد ومراكز لتعليم اللغة الصينية والتعرف على حضارتها، وتأسيس مراكز جذب للسائح الصيني بشكل خاص.. ومن الملفت أنّ هذه الأحلام الكبيرة سوف تعمل دبي على توظيفها والاستفادة منها بما يبلور ملامح مستقبل دبي التي يكون الإبداع هو محورها الأساسي. وكما ذكر الشيخ محمد بن راشد في كتابه الجديد (ومضات من فكر) الذي أطلقه خلال الأيام الماضية انّ «الإبداع أن تتعوّد على ألاّ تتعوّد» ، لأنّ التعوُّد يفرز الوضع القائم، أما عدم التعوُّد فهو يفرز مخرجات استثنائية تؤدي إلى الإبداع..

وإذا عدنا لصديقنا الذي كان ينادي بمقاطعة دبي المدينة تجنباً لحساسية النقد للمجتمعات العربية الأخرى، فهو يعني أنّ دبي ستظل قبلة الريادة العالمية، ويجب أن تعيش وتبقى كنموذج يحفز المدن والدول العربية بل كثير من مدن العالم النامي والمتقدم لتقليد «وصفة دبي»، ولا شك أنّ المرور على دبي سيؤدي إلى الاستفادة منها لتكون هي محفز التغيير لكل المدن العربية..