أعتقد لو أن السلحفاة سارت بانتظام ودون توقف لوصلت إلى هدفها أو مبتغاها بسرعة مذهلة. طريق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمدينة بريدة والرازح تحت التنفيذ منذ ما يُقارب الخمس سنوات، والذي يعاني من التعثر حالياً، العمل فيه متوقف وإن دارت عجلة التنفيذ مرة أخرى فبشكل غير منتظم إذ سرعان ما تتوقف إلى أجل غير مسمى.
المقاربة الوحيدة بين هذا الطريق والسلحفاة وهي مقاربة خيالية يفرضها الواقع غير المُرضي أننا لو ركبنا هذا الطريق لينفذ على ظهر سلحفاة، لما استغرق ولا نصف هذا الوقت شريطة تخليصه من المعوقات التنظيمية والبيروقراطية، وإبعاد أي إنسان يحاول الوقوف في وجه السلحفاة المنطلقة إلى خط نهاية التنفيذ.
للأسف تنفيذ المشاريع يتم وفق صيغة مزعجة للناس الذين ينتظرون نهايات التنفيذ بفارغ الصبر. الجهة الحكومية ترمي تبعات الإخفاق والتعثر على الشركات المنفذة، وفي المقابل الشركات المنفذة لن تسكت، وإن صمتت صادقت على إدانتها. يحدث هذا في العلن وأمام الناس, لكن ما يدور خلف الكواليس لا أحد يعرف تفاصيله، فهل ما يجري أمام الناس عبارة عن مشاهد متفق عليها؟ الجهة الحكومية تصبر على التأخير والشركات المنفذة لا تمانع في تأخير تسليم المبالغ، لأن وزارة المالية لم ترصد الميزانية قبل بدء التنفيذ.
ما يقارب الخمس سنوات وهي المدة المقررة لتنفيذ الطريق وأهل بريدة لا يلمحون أي تقدم يذكر رغم أمانيهم بقرب نهاية التنفيذ وكأن لسان حالهم يردد “شابت لحانا ما لحقنا هوانا”، وأمانيهم منطلقة دون شك من الأهمية الكبيرة لهذا الشريان الحيوي إذ يكفي أنه يربط طرفي المدينة الشمالي والجنوبي، وهو ما يمثل طول بريدة لا عرضها إذ إن عرضها من الغرب إلى الشرق، وفي حال الانتهاء من تنفيذه والذي نتمنى أن يكون قريباً فإنه سيوفر الانسيابية بتقليص الوقت المستغرق من ساعة كاملة عند الاختناقات إلى عشر دقائق، ويخفف بالتالي الضغط على شوارع المدينة وطرقاتها الداخلية.
سؤال يُطرح دائماً من المسئول عن هذا الطريق وتعثره؟.. الواقع أن المسئولية مشتركة بين عدة جهات مركزية وفرعية، فحسب المعلومات المتوافرة تتحمل وزارة المالية مسئولية عدم رصد ميزانية كافية لإنفاذ بقية أجزاء الطريق وتحرير الأملاك التي يمر بها، وتقع على أمانة القصيم وإدارة الطرق مسئوليات الإشراف والمتابعة والتنفيذ والاستمرار في مطالبة الجهات العليا، والتنسيق مع الشركات المنفذة، وهي أعمال عجزت عن تنفيذها تلك الجهات طيلة السنوات الماضية ووقف الجميع موقف المتفرج. لا أحد يجيب وكل جهة ترمي المسئولية على الأخرى، وإلا فإن طريقاً طوله 25كم يستغرق هذه المدة الطويلة دون إنجاز يذكر!.. أربع شركات موكل لها تنفيذ الطريق بمعدل 6 كم للشركة الواحدة تستطيع تنفيذه في أقل من سنة وعلى ظهر سلحفاة أيضاً، ورغم ذلك فالتباطؤ والتعطيل هما السمتان البارزتان.
العمل في التقاطعات والكباري وبعض أجزاء الطريق متوقف تماماً، ولا بد من تحرك أمانة القصيم وإدارة الطرق الصامتة لإنهاء المشروع في أقرب وقت، ليخدم المدينة التي تعاني من قلة الطرق السريعة والكباري والأنفاق عدا طريق الملك فهد الذي يربط غرب بريدة بشرقها إضافة للطريق الدائري.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15